crossorigin="anonymous">

من القاع للقمة … 3 قصص نجاح ملهمة

دائماً ما يُنظر للفشل على أنه نتيجة سلبية، لكنه يمكن أن يكون خطوة نحو النجاح. من السهل أن يشعر الشخص بالإحباط بعد أن تسير الأمور عكس ما هو متوقع، لكن الحقيقة أن جميع التجارب تكسبنا الخبرة ونتعلم منها.

على مر التاريخ كانت هناك أمثلة ملهمة لأشخاص مروا في بداية حياتهم بصعوبات وتحديات، لكنهم رغم ذلك استطاعوا تجاوزها حتى صارت قصصهم تُروى في كل مكان. في السطور القادمة ثلاث أمثلة لعظماء مروا بصعوبات كثيرة في بدايتهم ولكنهم خرجوا منها، بتجارب ملهمة.

من الفشل للنجاح ثلاث قصص ملهمة

جي كي رولينج

حياة جي كي رولينج هي مثال ملهم عن التحول من الفقر الشديد للثراء. ولدت في مدينة ييت في انجلترا عام 1965، وتربت في عائلة فقيرة واظهرت حباً للكتابة وهي في سن مبكرة.

بعد تخرجها من الجامعة انتقلت إلى لندن وعملت سكرتيرة في منظمة العفو الدولية. خلال أوقات فراغها كانت تعمل على حلمها وهي رواية عن ساحر شاب يدعى هاري بوتر، تلك الرواية التي ستغير حياتها إلى الأبد.

قبل أن تتمكن من الأنتهاء منها واجهت سلسلة من الصدمات الشديدة، حيث توفت والدتها -بعد صراع مع مرض التصلب المتعدد- مما أدى لدخولها في حالة من الإكتئاب الشديد. بالرغم من ذلك كانت تواصل كتابة روايتها في المقاهي والقطارات وفي كل وقت. بعد وفاة والدتها، سافرت للبرتغال لتدريس اللغة الإنجليزية.

في البرتغال تزوجت صحفى برتغالي وانجبت منه ابنتها جيسكا، لكن الزواج لم يستمر طويلاً، وعادت رولينج إلى انجلترا وهي تعاني لأجل اطعام طفلتها. وفي عام 1995 انتهت من مخطوطة روايتها.

بينما كانت رولينج تعاني مع ظروفها الصعبة، كانت تتلقى الرفض من كل دور النشر التي كانت ترسل لهم مخطوطة روايتها، لكنها رفضت الإستسلام وواصلت ارسالها إلى أي شخص يمكنه قراءتها.

أخيراًن في عام 1997 قررت دار نشر بلومزبري أن تمنحها فرصة وتنشر روايتها ” هاري بوتر وحجر الفيلسوف”. كانت نقطة تحول في حياة رولينج، فقد لاقت الرواية نجاحاً ساحقاً، وبيعت منها ملايين النسخ حول العالم، وأصبحت ظاهرة عالمية، وتم تحويل رواياتها ل8 أفلام.

في عام 2004 دخلت رولينج عالم المليارديرات، وأصبحت واحدة من أغنى النساء في العالم بصافي ثروة تزيد عن مليار دولار، استمرت رولينج في كتابة الروايات، ولا تزال تحقق رواياتها أفضل المبيعات بسبب روعة اسلوبها في الكتابة.

ابراهام لينكولن

إذا وقعت في يدك ورقة من فئة الخمسة دولار الأمريكي ستجد صورته مطبوعة عليها كواحد من أعظم المؤثرين في التاريخ الأمريكي. وبالرغم من أن تلك الصوره تجعله يبدور كشخص ثري، إلا أن لينكولن ولد في عائلة فقيرة في ولاية كنتاكي، وكان يعمل في طفولته لمساعدة والده.

لم يتمكن لينكولن من الإلتحاق بالمدرسة بسبب فقره، لكنه كان طموحاً وعلم نفسه بنفسه، وقرأ في مجالات الرياضيات والأدب والقانون، ونجح في اجتياز امتحان المحاماة ومارس مهنة المحاماة وهو في العشرينات.

عانى لينكولن من صعوبات عديدة في حياته. فقد ماتت الفتاة التي كان يحبها بسبب حمى التيفود، وتكبد خسائر كبيرة في أعماله التجارية، وفشل في محاولته الأولى لخوض انتخابات الكونجري الأمريكي، وعانى من إنهيار عصبي في عمر 34، بعد أن فقد كل أمواله في التجارة.

تم انتخابه للكونجري وهو في عمر 38، ولم يتوقف عند ذلك بل أصبح رئيساً واجه العديد من النزاعات الداخلية، حيث تمردت بعض الولايات وطالبت بالإنفصال، ولكنه تعامل مع ذلك بحكمة وقرر عمل بعد التدابير كان منها إلغاء العبودية.

اغتيل ابراهام لينكولن على يد متعصب كان رافض لمنع تجارة العبيد، ولكنه ترك قصة يتم تدريسها إلى الأن لكونها واحدة من أهم قصص الفشل التي تحولت لنجاح مبهر. وأحد أكثر الشخصيات تأثيراً في التاريخ الأمريكي.

والت ديزني

“أتمنى ألا ننسى أبدًا أمرًا واحدًا، وهو أن كل هذا النجاح انطلق من فأر” كانت تلك الإجابة التي حصل عليها المذيع في أحد القنوات التليفزيونية عندما سأل والت ديزني عن أقرب الشخصيات الكرتونية التي ابتكرها لقلبه، فأجاب ميكي ماوس ثم أتبعها بتلك الجملة.

يعد والت ديزني واحدًا من اهم الشخصيات وأكثرها تأثيرًا في العالم حيث بقيت أعماله دائماً محط إعجاب الكبار والصغار، وبقيت قصته واحدة من أكثر قصص الإرادة، والصمود والنجاح بعد الفشل.

ولد والت ديزني في ولاية شيكاغو ثم انتقل مع عائلته إلى ولاية ميسوري ثم إلى مدينة كنساس حيث التحق بالعمل في إحدى المؤسسات الصحفية. التحق بفريق الصليب الأحمر في أثناء الحرب العالمية الأولى، بعدها عاد إلى وطنه.

بعد عودنه لوطنه بدأ حلمه القديم يراوده بأن يصبح رسام كاريكاتير وبالرغم من موهبته فإن كل الصحف المحلية الموجودة بولاية شيكاغو رفضته. أسس بعدها مع أخيه شركة متخصصة في محال الرسوم التوضيحية للإعلانات،في هذا الوقت تعرف على العديد من الرسامين ذوي الخبرة.

بعدها وجد ديزني إعلانًا من شركة كنساس سيتي فيلم آد تطلب فيه رسام كرتون، وجد ديزني في ذلك الإعلان تجسيدًا لحلمه فقدم فيه فورًا. التحق بالعمل بسبب موهبته وفي فترة بسيطة صار من أهم الرسامين في تلك الشركة، بعدها قام بإنشاء شركة الانتاج الخاصة به.

قام بإنتاج فيلمين ثم قام بتوزيعهما وبالرغم من الإقبال الشديد وإعجاب الجمهور بهما إلا أن ديزني لم يلق أي عائد مادي مما جعله يشهر إفلاسه.

بعدها التحق بالعمل في إحدى المؤسسات الصحفية كمصور فوتوغرافي مما ساعدها على جمع بعض الأموال. بعدها وبفضل بعض المال الذي جمعه من العمل في تلك المؤسسة تمكن من تأسيس شركة لإنتاج الرسول مع أخيه.

تذبذبت الأحوال في تلك الشركة بين النجاح والفشل إلا أن استقرت أمورها على النجاح وذلك بفضل الاجتهاد والعمل الجاد الذي قام به ديزني.

مات والت ديزين بولاية كاليفورنيا في ديسمبر من عام 1966 بعد إصابته بسرطان في الرئة، وبعد أن ترك للعالم إرثاً عظيماً من الرسوم المتحركة والعديد من الأفلام الروائية. وبعد أن كتب اسمه بحروف من ذهب في عالم الاصرار على النجاح ومواجهة كل شيء من أجل تحقيقه وتكبد المشاق من أجل الوصول للأهداف الكبرى وتحقيق الأحلام.

أخيراً، لا تتوقف أبداً عن المحاولة ومطاردة حلمك. جي كي رولينج لم تكن تعلم أن بين يديها واحدة من أروع الروايات في التاريخ، ولم تتأثر بكل محاولات رفض رواياتها. لينكولن لم يستسلم لكل تلك التحديات التي واجهته طيلة حياته. وديزني واصل برغم تذبذب شركته بين الفشل والنجاح طيلة فترة بدايته.

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->
%d مدونون معجبون بهذه: