crossorigin="anonymous">

الخطيئة الكبرى في العلاقات الإنسانية وكيفية تجنبها

أُذكرك أن طبيعة الإنسان مخلوق أناني، وأن بداية ونهاية اهتماماته تنحصر بين نفسه وعائلته ووظائفه وأفكاره، وأن سؤالك عن أحد الأشخاص بكلمة (كيف حالك) لا تدل على شئ سوى اهتمامك به وهذا ما يجعله مُهتم بك.

الخطيئة الكبرى التي تقع فيها في العلاقات الإنسانية هي كثرة الحديث عن نفسك، لا تفعل مثل ما فعله الكاتب المسرحي عندما قضى ساعتين يتحدث عن نفسه وما أنجزه من مسرحيات لصديق له ثم قال (انتهيت من الحديث عن نفسي، فحدثني عن نفسك ورأيك في المسرحيات التي قدمتها)، فتذكر أنك تنجذب للحديث عن نفسك بهدف شد انتباه واهتمام الطرف الآخر، ولكن الأمر غير ذلك فحصولك على تقدير واهتمام الطرف الآخر يأتي من بدء الحديث عنه وليس عنك، وهذا يدل على كونك شخص ذكي وفطن في حديثك.

متى تتحدث عن نفسك؟

ترى كثير من الشخصيات المشهورة مثل الممثلين تتحدث أحياناً عن أنفسهم في إحدى البرامج التلفزيونية، ولكن يجب أن تضع في ذهنك أن هذه الشخصيات طُلب منها التحدث عن نفسها، وأن كل من يجلس لسماعهم يعلمون ذلك ويستمعون إليهم دون إجبار.

الآن عرفت متى تتحدث عن نفسك؟ فقط عندما يدعوك أحد لذلك، واعلم أن الآخرين لو يهمهم سماع حديثك عن نفسك لطلبوا منك ذلك، وعندما يطلب منك الطرف الآخر التحدث عن نفسك لا تحكي الكثير عنك ووضح له فقط بعض المقتطفات عن حياتك، ثم وجه الحديث لضوء الطرف الآخر، وتذكر أنه كلما كَث.

استخدام طريقة وأنا أيضاً

من حين إلى آخر وأنت تتحدث إلى أحد أصدقائك حاول أن تذكر كلمة (وأنا أيضاً) عندما يتحدث عن شئ يرتبط به، فمثلاً عندما يقول لك صديق (أحب السمك كثيراً) فرد على حديثه بكلمة (أنا أيضاً) وابدأ بحكي تجربة لك عن الصيد وأكل السمك على البحر، فهذا سوف يُشعره بمدى أهميته عندك، فكلمة (أنا أيضاً) تحيط مجال حديث الطرف الآخر وتُشعره بالسعادة والاهتمام.

استخدام كلمة أنت

استخدام كلمة أنت في العلاقات الإنسانية هي أحد الأسرار السحرية التي تحصل بها على جذب الحديث لصالحك، فإذا أتقنت الطريقة التي تستخدم بها هذه الكلمة لتحويل مجال الحديث للطرف الآخر، ستجد الطرف الآخر توجهه ميوله لتنفيذ لك كل ما تريد.

وهذا حدث مع صديق لي عندما ذهب إلى الشرطي ليدخل موقع السباق، وكان كثير تكرار كلمة أنا ونفسي في طلبه، وكانت النتيجة رفض الشرطي لطلبه وأعطاه إشارة حمراء.

أما عندما ذهبت سيدة إلى الشرطي لتدخل موقع السباق، وتحدثت معه بذكاء عندما ضغطت على تكرار كلمة أنت في حديثها، فهذا شعل في نفس الشرطي روح التقدير والمودة وسمح لها بدخول موقع السباق وأعطاها إشارة خضراء.

فالخلاصة أن كلمة (أنت) تعطيك فرصة في استكمال حديثك وحصولك على ثقة الطرف الآخر وموافقته على ما تريد، أما كلمة (أنا) فتبعث في نفس الطرف الآخر تكبرك عليه ومن ثم لا تعطيك فرصة في استكمال حديثك والحصول على ما تريد.

استخدام مقطع حديث سعيد

هناك سر آخر لتجنب خطيئة العلاقات الإنسانية، وهو استخدام حديث سعيد ومشوق مع الآخرين مثل استخدام أغنية في وسط تقديم فيلم جديد، فيجب عليك اختيار كلمات التفاؤل في حديثك مع الآخرين، وأن تبتعد عن حكي متاعبك في الحياة فحكي المتاعب سوف يبعدك عن ساحة الأشخاص المحبوبين، وحكي متاعبك وألمك يوجه فقط للطبيب النفسي أو إلى صديق يطلب منك سماع متاعبك وتثق أنه سيخفف عنك.

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->
%d مدونون معجبون بهذه: