crossorigin="anonymous">

مكتشف طريق الكباش الذي قتله اكتشافه

منذ أيام قليلة احتفلت مصر بافتتاح طريق الكباش في مدينة الأقصر من خلال عروض ضخمة شهدها العالم أجمع. ويعتبر وطريق الكباش واحد من أهم المناطق الأثرية في جنوب مصر. لكن قصة هذا الطريق بدأت منذ وقت طويل جدا على يد عالم في الآثار المصرية والذي اعتبر في وقتها الثالث بعد هيوارد كارتر وسليم حسن. إنه العالم زكريا غنيم. لكن يبدو أن الحظ لم يحالفه مثلما يحالف الآخرون. فما هي القصة وراء هذا العالم الشهير.

زكريا غنيم

زكريا غنيم عالم مصري ولد في مدينة دمياط عام 1905، وقد ولد في عائلة تدين بالديانة المسيحية أما هو فقد اعتنق الدين الإسلامي في فترة متأخرة في عمره. وهو عالم في الآثار المصرية القديمة وذاع صيته بعد اكتشاف العديد من المناطق الأثرية المهمة ومن ضمنها طريق الكباش. وكانت حياته الأثرية ممتدة بين الأقصر ومنطقة سقارة في الفترة ما بين الحرب العالمية الثانية وبين عام 1954 وهو العام الذي مات فيه منتحراً. وكان واحد من اكتشافاته الأثرية هو السبب في الانتحار.. سوف نعرف هذه القصة لكن في البداية دعونا نتعرف على اكتشاف طريق الكباش.

طريق الكباش

يعتبر العالم زكريا غنيم هو أول من له الفضل في اكتشاف هذا الطريق من خلال أعمال الحفائر في الأقصر في أواخر أربعينيات القرن المنصرم. والطريق عبارة عن رصيف حجري يمتد من معبد الكرنك حتى معبد الأقصر. وقد سمي بهذا الاسم نسبة إلى تماثيل الكباش الموجودة على الجانبين، ويصل عدد التماثيل ما يقرب من 133 تمثال لأسود برؤوس كباش. ويرجع بناء هذا الطريق إلى عهد الدولة الفرعونية الحديثة. لكن مع مرور الوقت طمر تحت الرمال حتى بدأ زكريا غنيم عملية الحفائر والكشف عنه عام 1949.

اهم اكتشافات زكريا غنيم

زكريا غنيم له العديد من الاكتشافات الأثرية المهمة خلال القرن العشرين. على سبيل المثال في منطقة سقارة اكتشف سور جانبي غرب هرم الملك زوسر، بجانب السور عثر على مجموعة من المومياوات التي تعود إلى العصر البطلمي، بالإضافة إلى ذلك استطاع العثور على مجموعة من البرديات التي تعود إلى عهد الملك زوسر.

أما في عام 1952 اكتشف هرم الملك سخم – خت من ملوك الأسرة الثالثة سنة، وترجع أهمية هذا الهرم أنه مبني بالشكل المدرج على نمط هرم الملك زوسر الموجودة في سقارة. وداخل الهرم وجد غنيم العديد من القطع الأثرية المهمة مثل الخزف والأواني الفخارية. وقد عرف عن هذا الهرم أنه بناء غير مكتمل، حيث تظهر الدرجات الخاصة بها لكن دون وجود الشكل المعتاد الذي يشبه هرم الملك زوسر. لكن أعظم ما تم الكشف عنه في الهرم كان حجرة الدفن التي تحتوي على التابوت الملكي، وقد تم الكشف عنها عام 1954.

الطريق إلى النهاية

بعد اكتشاف حجرة الدفن أو الحجرة التي يوجد بها التابوت اعتقد غنيم أنه أمام واحد من أعظم الاكتشافات الآثرية، وبدأ يعد نفسه لاكتشاف يوازي في حجمه اكتشاف الأثري البريطاني هيوارد كارتر لحجرة الدفن الخاصة بالملك توت عنخ آمون.

وبالفعل عندما عثر غنيم على التابوت في حجرة الدفن قام بدعوة كل الجهات الإعلامية المصرية والعالمية من أجل الاستعداد للحظة فتح التابوت والكشف عن مومياء الملك التي يفصلنا عنها ملايين الأعوام. وكان أغرب ما في هذا التابوت أنه مغلق عن طريق طبقة من الملاط لذلك كان توقعه يفوق حد السماء.

لكن أحياناً تفاجئنا الحياة بعكس ما نتوقعه تماماً، وهذا ما حدث لغنيم، فعندما تم فتح التابوت أكتشف أنه خالي تماماً، ولا يوجد بداخله مومياء ملكية أو بقايا لها. المأساة لم تكن في ذلك لكن في اتهام العديد من الجهات لغنيم بأنه متورط في عمليات تهريب الآثار. وبالرغم من كل محاولته لإيجاد أدلة على براءته إلا أنه لم يستطيع أن يقدم أي شيء لكي ينفي عنه هذه التهمة. في النهاية لم يجد سوى أن ينهي حياته ويلقي بنفسه في نهر النيل لكي ينهي المأساة التي بدأت باكتشاف كبير لم يحقق حلمه. لكن سخرية القدر ظهرت عندما تمكن واحد من تلامذته الفرنسيين من العثور على دليل براءته وتقديمه لكن كان ذلك بعد فوات الأوان بوقت كبير.

 

 

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->
%d مدونون معجبون بهذه: