crossorigin="anonymous">

ما هو إدمان العمل؟ وما هي علاماته؟

هناك أنواع مختلفة من الإدمان، وفي الحقيقة لا يمكن أن تقترن هذه الكلمة بشيء إيجابي. لكن ماذا لو تحدثنا عن إدمان العمل؟ قد تظن ساعتها أنه شيء يريد الجميع تحقيقه، فإدمان العمل يعني المزيد من التقدم والنجاح. لكن قد يكون للأمر جوانب سلبية لا نعلمها.

ما هو إدمان العمل؟

في هذا العالم الذي يقدم القيم المادية على أي شيء هناك الكثير من الأشياء التي تدفع الأشخاص إلى إدمان العمل. مثلاً الضغوط المادية تجعل الكثير من الأشخاص يعطون العمل أولوية كبيرة في حياتهم  تفوق كل الأولويات الاجتماعية أو العائلية، كذلك سوق العمل المتسارع والذي يحتاج إلى التطور كل يوم يجعل الأشخاص في حالة سعي مستمر لكي يلحقوا به. لذا فنحن نتكلم عن نسبة كبيرة من الأشخاص واقعون تحت براثن حياة عملية ثقيلة. لكن هل من الممكن أن يختار شخص ما هذه الحياة بإرادته؟ في الحقيقة نعم..

لذا يعرف إدمان العمل على أنه حالة صحية وسلوكية وعقلية، فيها لا يستطيع الشخص أن يتوقف عن العمل، وفي أكثر الأوقات فهو يندفع إلى العمل بشكل غير واعي، رغبة في تحقيق النجاح وعدم التوقف عن الحصول عليه. وقد يلجأ الشخص إلى هذا السلوك ليس رغبة في تحقيق النجاح فقط، لكن لأن النجاح يعوضه عن بعض الجوانب الاجتماعية الأخرى، أو لأنه يساعده على التخلص من التوتر العاطفي الذي يشعر به.

ما هي علامات إدمان العمل؟

يدمن الأشخاص العمل نظراً لأن النجاح يحقق لهم نشوة غير منتهية، لذلك فالأمر لا يختلف بشكل كبير عن إدمان المخدرات، فهو سلوك لا يمكن التوقف عنه. لكن في نفس الوقت فإننا لا يمكن أن نقارن كل حالة اجتهاد في العمل على إنها إدمان، لذا فهناك مجموعة من العلامات التي تقول لنا إذا كان الشخص مدمنا على العمل ومنها:

التعلق بمكان العمل 

الشخص المصاب بحالة إدمان العمل لديه ارتباط وثيق بالمكان الذي يعمل به، فهو يحبذ التواجد فيه دائما حتى عند انتهاء العمل. قد يجلس فيه لساعات طويلة من أجل التفكير في التخلص من الأشياء التي يراها تؤثر سلبياً على العمل.

تأثر العلاقات الشخصية بالعمل

إدمان العمل يؤثر بصورة سلبية على العلاقات الشخصية والاجتماعية. لذلك نجد أن الأشخاص المدمنين لعملهم لديهم حالة تقصير تجاه الأشخاص المحيطين بهم، سواء في المحيط العائلي أو الاجتماعي، ولا ينخرطون دائماً في مشاكل الآخرين، نظراً لأن لديهم مشاكل العمل التي لا تنتهي.

تأثر الحياة العاطفية 

يهرب هؤلاء الأشخاص من الحياة العاطفية من خلال الاندماج بشكل أكثر في العمل، فهو بديلهم عن الدخول في علاقات جدية. ولكن على جانب آخر قد يؤدي إدمان العمل إلى عدم قدرتهم على تكوين علاقات عاطفية، ذلك لأن العلاقة العاطفية تحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد من أجل التواصل وحل المشاكل ومشاركة الآخر، لكن في حالة إدمان العمل فمن الصعب الالتزام بهذه الأمور. أما في حالة وجود علاقة عاطفية فهي تمر بالكثير من المشكلات نتيجة العمل.

ضعف القدرة على النوم

عندما يتحول العمل لإدمان تصبح هناك صعوبة في الحصول على نوم هادىء وكاف للجسم،  ذلك لأنهم طوال الوقت يفكرون في الأمور المتعلقة بأعمالهم وكيف ينجزونها، بمعنى أصح أنهم يأخذون العمل معهم للسرير.

الاعتقاد باستحالة تحقيق نجاح بدون العمل لساعات طويلة

مدمن العمل شخص يسعى إلى النجاح وتحقيقه بصورة شديدة، وفي سبيل ذلك فهو لا يتوانى ثانية عن القيام بالأشياء التي تحقق ذلك، لكن المشكلة تحدث حين يصعب تحقيق أو انجاز أي شيء بسبب الضغط الشديد الذي يضعه على كاهله، إلى الحد الذي تحدث معه نتائج عكسية.

التوتر عند الابتعاد عن جو العمل

جو العمل بالنسبة لهؤلاء الأشخاص هو البيئة التي يعيشون فيها بالارتياح، لكن عندما يبدأون في الخروج من هذه البيئة فإنهم يشعرون بالتوتر، ربما يعود ذلك لأن العمل هو وسيلتهم الوحيدة للهروب من الكثير من الجوانب الاجتماعية الأخرى.

التعرض للمشكلات الصحية

نتيجة التعرض للضغوط والتوترات المتعلقة بالعمل فإن هؤلاء الأشخاص يتعرضون للكثير من المشكلات الصحية، وللأسف فهم لا يميلون للراحة والابتعاد عن أجواء العمل الشاقة من أجل تحسين حالتهم الصحية.

محاولة البحث عن وقت إضافي للعمل

بالرغم من أن الأشخاص المعرضين لضغوط العمل يبحثون عن وقت من أجل الراحة، إلا أن مدمنين العمل يقومون بالعكس تماماً، فهم يبحثون عن كيفية إيجاد وقت من أجل مزيد من العمل، حتى لو كان على حساب الكثير من جوانب حياتهم الشخصية.

 

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->
%d مدونون معجبون بهذه: