طور نفسك نطوير الذات
الخوف من الفشل هو أكبر العقبات التي تقف في طريق احداث تغييرات إيجابية في الحياة، والنمو الذاتي بشكل عام. قد يدفع الخوف من الفشل الشخص لتأجيل أي شيء في حياته قد يتوقع عدم النجاح فيه او عدم عمله على أكمل وجه. ومع الوقت يجد الإنسان نفسه يخاف من عمل أي شيء جديد بدافع خوفه من الفشل.
في البداية قبل التطرق لكيفية التغلب على الفشل دعونا نعرف: ما الذي يسبب ذلك الخوف من الفشل بالأساس؟
- أسباب وراثية: مع وجود بعض الاضطرابات النفسية في العائلة مثل الاكتئاب والقلق تزيد احتمالية تواجد الخوف من الفشل لدى الشخص.
- سلوكيات مكتسبة: مثل النشأة في بيئة لا تقبل فكرة الفشل، أو تزرع في الشخص صفة البحث عن الكمال.
- الصدمات النفسية: التعرض لأي نوع من العقاب كنتيجة للفشل يؤدي للخوف من التعرض للعقاب مرة أخرى، أو الخوف من أن تجربة الفشل السابقة سوف تتكرر.
- مفهوم الفشل لدى الشخص: بالرغم من اختلاف تعريف الفشل من شخص لآخر؛ إلا أن عندما يكون الفشل يعني للشخص عدم تحقق ما توقعه بنسبة 100% فإنه من شأنه يمكن أن يكون أحد مسببات الخوف من الفشل.
آثار الخوف من الفشل على الشخص
الخوف من الفشل يتسبب في ضعف ايمان الشخص بقدراته، وتقديره لذاته وتدني قيمته الذاتية، كما يضعف الحافز اللازم لتحقيق أهدافه.
-
انخفاض تقدر الذات
الخوف الدائم من الفشل يكون مصحوباً بتدني تقدير الذات وبلغة سلبية مع الذات يصعب معها العمل على تحقيق الأهداف.
-
انخفاض الدافع والتحفيز
الخوف من الفشل يجعل من الصعب وجود دافع للبدء في مشاريع جديدة، لانه يجعل الشخص يرى صعوبة في تحقيق أي شيء.
-
تضييع الفرص وعدم تنمية المهارات
الخوف من الفشل يعني الاستسلام لحاضر بائس خوفاً من مستقبل يبدو غامضاً، ينتج عنه تلاشي أي تصور عن نجاح مستقبلي، وتضييع أي فرصة تسنح للتغيير.
التغلب على الخوف من الفشل
1- تغيير مفهومك عن الفشل
الفشل بالتأكيد مؤلم ومخيب للأمال، تغييرك أفكارك عن الفشل تساعد في تقليل شعورك بالخوف، حيث يعد جزءاً من الحياة وفيه الكثير من فرص التعلم وصقل المهارات، وغالباً لا يتم الوصول للنجاح إلا بعد المرور بعدة اخفاقات.. وخير دليل على ذلك
المتسابقون في المسابقات الرياضية. الفشل بالنسبة لبعضهم عدم الحصول على المركز الأول وبالنسبه للبعض الآخر يعد الحصول على المركز الثاني نجاحاً منقطع النظير، بل إن الحصول على المركز الثالث أو الرابع أو الخامس يعد نجاحاً إذا كان ترتيبهم متأخراً في مسابقات سابقة.
2-تغيير مفهومك عن النجاح أيضاً
لا يمكن أن تكون هناك حياة بدون تغيير، والخوف من كل ما هو غريب وغير مألوف هو الخوف من الحياة.
ليس هناك أفضل من هذه المقولة لتيودور روزفلت لتغيير مفهومك عن النجاح، فكل شيء يتعلق بالقدرة على احداث تغيير حياتك، عندما تتعامل مع الفشل على أنه وحش مخيف تحاول تجنبه بكل الطرق ينتهي بك المطاف لا تفعل شيئاً على الإطلاق… فكر فيما تريد وحاول تحقيقه بأي جودة وبأي طريقة.. المهم أن تنتهي منه.
3- اسمح لنفسك بالتجربة والخطأ
يزرع الخوف المبالغ فيه من الفشل في العقل تصور أسوأ السيناريوهات بشكل دائم، حتى في مواقف صغيرة جداً أو تافهة، قد تجد الشخص يشعر بالرعب من مواقف مثل الذهاب لشخص ومجرد التحدث إليه أو سؤاله سؤال عابر. والحقيقة أن السيناريوهات المفترضة لن تحدث وإن حدث فشل أو ساءت النتائج فهي لا تكون أبداُ بالشكل المتصور في عقل الخائف. يقول مارك توين
لقد كان لدي الكثير من المخاوف في حياتي، معظمها لم يحدث أبداً.
التغلب على التفكير الكارثي ممكن بتجربة مواجهة بعض المواقف التي يفترض عقلك فيها أسوأ الإحتمالات، الإدراك الحقيقي الناتج عن التجربة مع لمس نتائج مختلفة على أرض الواقع من أكثر الأشياء فعالية في مواجهة الخوف من الفشل. يمكن التدرج في المواقف التي تقرر فيها مواجهة مخاوفك بالبدء في مواقف صغيرة تستطيع القيام بها حتى الوصول لمواقف أكبر، طبعاً هذا لا يشمل الأنشطة والأفعال التي قد ينتج عنها إيذاء بدني.
4- التوقف عن التفكير بالأبيض والأسود
افتراض أن نتيجة كل شيء تفعله هي أحدى نتيجتين اما فشل أو نجاح من تشوهات التفكير، التي تجعل عمل كل شيء صعب ومخيف بالنسبة لك، فهناك طيف كبير من الإحتمالات بين تصورك للفشل والنجاح.
- إذا كنت ترى الفشل والنجاح فقط هما مخرجات أي شيء تفعله جرب تدوين أكثر من إحتمال.
- حاول الإستماع إلى اراء الآخرين فسوف يساعدك ذلك في رؤية احتمالات مختلفة من منظور الآخرين.
- لأن الخوف بالأساس ناتج عن أفكار غير منطقيةـ حاول استعادة التفكير بالمنطق من خلال كتابة عدة طرق للتعامل مع الموقف، والبحث عن حلول عملية وجمع المعلومات.
