crossorigin="anonymous">

هذه الأشياء يفعلها المصابون بـ ” القلق الزائد”

“القلق مرض العصر الحديث”، هذه المعلومة لاجدال فيها ولاشك، فمن في هذا العالم المتغير بسرعة الصاروخ لايقلق؟ من منا لايقلق من المستقبل؟ العمل، الحالة الاقتصادية، امان أسرته واطفاله وتخطيط مقدرات حياته؟ بالطبع جميعنا لديه قلقه الخاص والمبرر، لكن الكثير ممن نتعامل معهم يفاجئوننا دائماً بسلوكيات وتصرفات تجعلنا نحكم عليهم بالسلب ظلماً، لكن لو عرفنا انهم يتصرفون بغرابة نتيجة لإصابتهم بالقلق الزائد لالتمسنا لهم الأعذار.

في علم النفس يعرف القلق الزائد بأنه ” حالة نفسية وفسيولوجية تتكون نتيجة لتجمع بعض العناصر الإداركية التي تؤثر سلباً على الشخص، وتعطيه شعوراً دائماً بعدم الإرتياح، ويلجأ الشخص إلى عدة تعبيرات جسدية لكى يعبر عن هذا القلق الذى يصاحبه”

لذا لدينا هنا بعض التصرفات التي توضح جيداً عادات وصفات الأشخاص المصابون بالقلق الزائد، من خلالها قد نلتمس لهم الأعذار وقد نعمل على طمأنتهم والتخفيف من حدة توترهم.

تصرفات وأفعال المصابون بالقلق الزائد

أولاً:- ليس معنى انهم احياناً يبدون في حالة جيدة ان الأمور داخلهم تسير على مايرام.

المصابون بالقلق لاتسير الامور بداخلهم على مايرام أبداً، حتى وإن حاول البعض منهم التماسك امام الأخرين، ونقول البعض لان معظمهم يفشل دائماً في الحفاظ على ثباتهم، الوضع بالنسبة للشخص القلق أشبه بوحش يحتل رأسه، وحش لاينام ولايهدا أبداً، بل يقلب كل المساحات الهادئة رأساً على عقب. انه يحاول دائماً ان يسيطر على هذه الفوضى، أن يهدىء الوحش ويروضه ولكن الوضع يفلت من بين يديه، لذا يشعر بالألم الجسدى، فقد تصيبه بعض الألام في كتفه، او تصبح دقات قلبه سريعة للغاية، قد يحاول أن يظهر انه مسيطر على كل إنفعالاته لكن بداخله يموت حقاً.

ثانياً:- قد يتركون المكان فجأة ويغادرون دون مقدمات ودون توضيح الأسباب، فلاتعتبر ذلك اهانه منهم.

قد تبدأ الأمور جميلة للغاية، تجدهم يتحدثون ويحاورون الأصدقاء ويضحكون لكن فجأة تبحث عنهم لا تجدهم، انهم يبذلون جهداً كبيراً للسيطرة على عقولهم، لكن فجأة يساورهم السؤال الأهم ” ماذا لو؟ ” ، انه ملك الأسئلة لديهم، يبدأ عقلهم في رسم السيناريوهات الأسوأ لكل شيء حولهم. لذا يلجئون لمغادرة المكان ويفضلون الوحدة لمحاولة تهدئة انفسهم بعيد عن البقية.

ثالثاً:- انهم يحبطون أنفسهم دائماً.

قد يكون كل شيء في حياتهم يسير في مساره الصحيح، فربما تجدهم ناجحين في العمل، تسير امورهم الأسرية بكشل جيد، لكنهم لايصدقون ذلك أبداً. يضعون نفسهم موضع المسائلة والمحاسبة، يعتبرون أنفسهم مقصرين في حق عملهم واسرتهم، وان بإمكانهم انجاز الأفضل في الوقت الأسرع، فيحملون انفسهم ضغطاً كبيراً لاتحتمله عقولهم، وقد يحاولون انجاز اكثر من مهمة في وقت واحد حتى يرضوا لكنهم لايرضوا أبداً، كل مايحدث لهم انهم يغرقون في القلق دون منقذ.

رابعاً:- لديهم عادات صغيرة لايمكنهم التخلي عنها أبداً.

في كثير من الأحيان يظهر القلق في صورة حركات جسدية غير مبررة، البعض يلجأ لقضم الأظافر، بينما بعضهم يحاولوا ضرب أقدامهم بالأرض لتخفيف حدة التوتر، تجد منهم من يحاول تحريك رقبته وكتفيه لا إرادياً، البعض يلجأ لفتح عينه وغلقها اكثر من مرة، كل هذه المحاولات تنبع من خلال رغبتهم في تحويل انتباه المخ عن ما يفكر فيه ويسبب لهم الألم.

خامساً:-  مهما كانت الإنجازات التي يحققوها، أو السعادة التي يحصلون عليها، فالقلق موجود في كل الأحوال.

المصابون بالقلق يشعرون دائماً بأن هناك شيء على وشك الحدوث، حتى إن كانت الأمور في العمل او المنزل تسير بشكل جيد، فمهما حققوا من إنجازات ومهما وصلوا الى الراحة والسعادة، فان شعور بأن هناك شيء ما سيحدث يضرب رؤوسهم كالبرق، لا يستطيعون التخلص من ذلك، وعادة القلق مصاحب للذعر والخوف، وقد يؤثر ذلك جسدياً عليهم وتبدأ نسبة الأكسجين التي يحصل عليها الجسم في الانخفاض مما يؤدى الى الغثيان ووجود تقلصات في المعدة.

سادساً:- المصابون بالقلق لديهم سعى دائم للكمال.

انهم يسعون دائماً لانجاز الأشياء بشكل مثالى، ويعملون بجد، فإن قال لهم احد ان عليكم ان تمشوا فسيركضوا، ان قال لهم مدير العمل انهم قاموا بالأفضل ففي داخلهم لا يعتقدون ان ذلك هو الأفضل وإن بإمكانهم انجاز الأشياء بكمال وبنسبة 100%. حتى في الحياة وان كان من الصعب ان يعيش  الإنسان دون ان يرتكب أخطاء الا ان المصابون بالقلق يحاولون الوصول الى ذلك جاهدين.

سابعاً:- المصابون بالقلق يحاولون منح السعادة للأخرين.

بالرغم من ان القلق قد يمنعهم من الشعور بالسعادة في داخلهم لكنهم يحاولون إعطائها للأخرين، يحاولون جعل اسرتهم سعيدة، يحاولون جعل مدرائهم فخورين بهم، اذا قاموا بتنظيم حفل يهتموا ان يجد الجميع الراحة والمتعة، لكن القلق يدفعهم كما قلنا من قبل إلى محاولة جعل كل شيء مثالياً دون نقص وهذا الذى يقلل من حصولهم على السعادة.

ثامناً:- الرد على الرسائل الإليكترونية او العادية يصيبهم بالإرتباك.

الرد على الرسائل مرهق لهم حقاً، فتلك المهام الصغيرة يمكنها تحطيمهم، قد يهدئون انفسهم ويرسلون رسائل الى الأشخاص الذين لديهم بهم معرفة سابقة، وفى بعض الأحيان يلجئون الى تجاهل الرد على اى رسالة تصل اليهم. لان في حالتهم ترك الرسالة دون رد اسهل بكثير من التورط في التفاعل مع أصحابها.

 

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->
%d مدونون معجبون بهذه: