يعتبر الإنسان كائن عاطفي بطبعه فعادة ما تحركه مشاعره وعواطفه في الكثير من الأمور الحياتية، وأول ما يخطر ببالنا عندما نجد أن شخصا يبكي هو محاولة تهدئته وجعله يتوقف عن البكاء ظناً منا أننا نساعده بهذه الطريقة، ولكن علينا أن نفكر في هذا الموضوع من ناحية أخرى حيث أنه ربما إن تركناه ليبكي ويفرغ مخزون طاقته السلبية مع إخباره بأننا بجانبه وسنكون دائما متواجدين لمساعدته واحتضانه، سيجعله ذلك يشعر بتحسن وأنه ليس وحيد وأن هناك من يهتم لأمره مما سيمنحه الشعور بالراحة والطمأنينة.
وينبغي علينا دائما أن نحترم مشاعر الآخرين حتى يتم احترام مشاعرنا أيضا، وأن نتعامل بلطف مع من حولنا، ويجب علينا أن ندرك أنه من الطبيعي جدا أن نشعر بالضغط الشديد في بعض الأيام وفي حاجتنا الملحة للبكاء لأننا بشر نشعر ونحزن ونفرح ونيأس ونحتاج للمساندة والدعم، ويجب علينا ألا نكبت مشاعرنا وألا نحبس دموعنا مدعين بذلك أننا الأقوياء الذين لا يقهروا ولا يبكوا، لذا أطلق العنان لمشاعرك ولا تحبس دموعك لأننا الآن بصدد إخبارك بـ10 منافع صحية للبكاء وأنه يعود بالنفع على صحتك.
أولا: التخفيف من الضغط
بالطبع كلنا محاطون بالظروف البيئية المختلفة التي تشعرنا بالضغط من حين لآخر مثل ضغوط العمل والضغوط الدراسية والضغوط المادية والنفسية وما إلى ذلك، وكل هذا بالتأكيد يؤثر على الحالة المزاجية بالسلب مما يؤثر على أجسادنا أيضا، فيجعل الجسم ملئ بالطاقة السلبية والتوتر والخمول والتعب، وحينها يحتاج الجسم لإخراج كل ما فيه حتى يتحسن لذا فيلجأ الجسم للبكاء، فإن شعرت بأنك تحتاج للبكاء فقط إبكِ ولا تشعر بأنك ضعيف حيث أن تلك هي طريقة الجسم في التخلص من أعبائه حتى تشعر بتحسن.
ثانيا: خفض مستوى ضغط الدم
لقد وجد أن البكاء له تأثير كبير في خفض مستوى ضغط الدم ومعدل ضربات القلب في المواقف التي تتعرض فيها لضغط شديد، حيث يساعد المخ على إفراز الهرمونات المناسبة لتهدئتك وللسيطرة على مشاعرك وجعلك تشعر بتحسن، وأيضا لتقليل مستوى ضغط الدم ونبضات القلب، لذا فإن شعرت بضغط شديد يمكنك أن تبكي لتكون أفضل.
ثالثا: تقليل القلق
فإنه وفقا لدراسة تمت في 22 سبتمبر 2015 وُجد أن واحدا من كل 5 أشخاص قد اعترفوا أنهم بكوا قبل هذه الدراسة بأسبوع بسبب القلق، وقد ذكرت بعض السيدات أنهم في بعض الأوقات يدخلن الحمامات في العمل ليبكون بسبب القلق الشديد، لذا فالقلق من الممكن أن يجعلنا نبكي وهذا جيد؛ لأن البكاء يفرغ تلك الشحنة من القلق ويجعلك مستعد لمواجهة المواقف الأخرى، فإنه مثل عملية إعادة شحنك بالطاقة مرة أخرى.
رابعا: مسكن للألم الجسدي
كل منا لديه الجروح والعلامات في جسده التي تعرضنا لها في الصغر أثناء اللعب أو الجري، فقد اعتدنا عندما نجرح أنفسنا أن نصرخ ونبكي لأننا نشعر بالألم الجسدي، وهي طريقتنا الطفولية للتعبير عن الألم ولكنه قد وُجد أن البكاء يساعد في تسكين الألم الجسدي، حيث يجعل المخ يفرز مادة الإندروفين وهي مادة كيميائية مسكنة للآلام.
خامسا: تحسين الحالة المزاجية
إن البكاء أو النحيب بجانب تأثيره الجيد على الصحة النفسية والجسدية، فإنه يساعد أيضا على رفع الروح المعنوية لدينا، حيث أنه أثناء النحيب نتنفس بسرعة شديدة حتى نحصل على كمية أكبر من الهواء النقي، مما يساعد على خفض درجة حرارة المخ وتهدئته ومساعدتنا في رؤية الأمور بشكل أوضح.
سادسا: الحصول على الدعم
فإن البكاء يجعل كل من يحيطون بك يهتمون لأمرك يسعون لتحقيق كل ما ترغب به وتقديم الدعم الذي تحتاجه، لذا فإن البكاء يساعدك في بناء علاقاتك الإجتماعية وتقويتها.
سابعا: إستعادة التوازن العاطفي:
يجب أن نعلم أن البكاء ليس فقط في حالة الحزن الشديد، ولكننا نبكي أيضا في حالة الفرح الشديد أو الغضب أو الضغط، مما يساعد الجسم على تحقيق التوازن العاطفي ومواجهة ما يمر به من مشاعر عن طريق البكاء.
ثامنا: علامة على سلامة الصحة
عندما يولد الطفل فأول ما يفعله هو البكاء، وهذا يدل على سلامة الرئتين وأن باستطاعتهم التنفس لذا فأول بكاء هو أهم بكاء على الإطلاق لدلالته على سلامة الصحة.
تاسعا: التخلص من الحزن
كلنا نمر بفترات نشعر فيها بأن الحزن قد تملك منا وأن حياتنا ليست على ما يرام ونشعر بالضغط الشديد، لذا فإن البكاء يساعدك على التخلص من تلك الحالة ويساعدك على التعافي واستعادة حياتك مرة أخرى فقط أخرج ما بك على صورة بكاء.
عاشرا: البكاء يجعلك إنسانا
إن البكاء هو علامة على أننا بشر نشعر ونبكي، البكاء يساعدنا في التعبير عن ما يدور بخاطرنا من ضغط ويأس وأحيانا سعادة وفرح، لأننا بطبعنا كائنات عاطفية تتأثر بما يحيط بها من أحداث، لذا فإن البكاء جيد لصحتك وسيساعدك على مواجهة ما تمر به.