crossorigin="anonymous">

أشياء لا يجب عليك أن تعتذر إذا فعلتها

يعد اعتذار المرء عن أخطائه من علامات النضج والاتزان النفسي، فبالنهاية الاعتذار يحتاح إلى قوة كبيرة لكي يقر الشخص بأخطائه ويعترف بها أمام اللآخرين، لذا فإنه لا مشكلة في الاعتذار بحد ذاته، ولكن تظهر المشكلة عندما يكثر المرء من استخدام الاعتذار في كل المواقف، ويصبح الاعتذار وكلمة” أسف” أسلوب للحياة.

يرى علماء النفس وعلماء الاجتماع أن كثرة الاعتذار مع عدم وجود سبب قوي دليل على خلل في شخصية الإنسان، فهو إما يعتذر لأنه يفقد الإيمان بنفسه وبقدراته وقراراته أو طلبًا لرضا الناس عنه بصورة دائمة. كما أن كثرة الاعتذار تشعر الشخص بعدم تقدير للذات وترسخ الشعور الدائم بالخذلان وتقلل ثقة المرء بنفسه.

من الجيد أن يتحمل الإنسان مسؤوليته وأن يعتذر عندما يرتكب خطأ ينتج عنه خسارة لغيره أو أن يخطىء في حق شخص آخر سواء عن قصد أو غير قصد، معظم أشكال الإعتذار الآخرى تعبر عن خلل في ثقة الشخص بنفسه أو تقديره لذاته، وربما تنم عن نوع من الشخصيات التي تبالغ في إرضاء الناس أو ما يسمى بال ” People pleaser”.

أشياء لا يجب عليك أن تعتذر إذا فعلتها

  1. الاعتذار عن طلب شيء تريده

في أي محيط للإنسان يوجد له بعض الطلبات المستحقة، ففي العمل مثلًا يمكنك أن تطلب علاوة لأنك ترى أنك تستحقها ، وفي المنزل يمكنكِ أن تطلبي وقتًا للراحة بعض يوم شاق في عملك خارج المنزل، تلك حقوق للشخص لا يجب الاعتذار عنها عند طلبها.

  1. عند التعبير عن رأيك

لم يخلق الله بني أدم كلهم على نفس الصورة ولا بنفس الشكل ولا بنفس وجهات النظر والآراء، كل شخص لديه وجهات نظر مختلفة تجاه كل الأمور الحياتية، ومن هنا لا يجب عليك أن تعتذر لأن رأيك يخالف رأي الآخرين أو حتى لو كان رأي شاذًا عن أرائهم فلا تقل ” أسف لمخالفتك في هذا الأمر فأن أري….” لا داع للاعتذار هنا بل وضح رأيك دون خوف.

  1. عن اختياراتك الشخصية

من علامات نضج المرء ألا يهتم برأي الآخرين فيه ولا يعتقد أنه مركز اهتمامهم، على الأرجح مع التقدم في العمر وزيادة النضج يعرف الإنسان أنه لا أحد يهتم به من الأساس كما يعتقد، ومن هنا يجب عليك أن تختار ما يناسب حياتك أنت لا ما يوافق عليه الآخرين- فصدقني أنت لا تشغلهم- وإن أبدوا بعضهم تعليقات على أي شيء خاص بك لا تعتذر له ولا تبرر يكفي قولك أنه حياتك الخاصة.

  1. عند قول الحقيقة

الحقيقة قد تكون صادمة لبعض الأشخاص في بعض الأوقات، ذلك واقع لا يمكن إنكاره، ولكنها تبقى حقيقة يجب الاعتراف بها والتعامل على أساسها ، فلا تعتذر عند قولها وتذكر دائمًا أن الفوائد الناتجة عن الصدق أهم من محاولتك المراوغة والكذب لعدم إيذاء مشاعر الآخرين.

  1. عند طلب فهم بعض الأمور

لا تعتذر إطلاقًا عندما تطلب من شخص إيضاح بعض الأمور التي لا تفهمها أو تستوعبها، إن حدثك أحد الأشخاص عن الفضاء بينما أنت لا تفهم ما يستخدمه من مفردات  في طلب التوضيح دون اعتذار، وإن كنت على وشك أن تسأل الكهربائي في منزلك على اسم أداة يستخدمها فلا تعتذر له.

  1. عند رفضك لطلب محدد

أنت إنسان طبيعي بمعنى لا تمتلك أي قوة خارقة لتستطيع فعل كل ما يود منك الآخرين القيام به، عليك أن تدرك ذلك وأن يدرك الآخرين أنه من المحتمل أن ترفض أي طلب منهم دون اعتذار بسبب إمكانياتك المحدودة.

  1. عن انهاء علاقة سامة

لا أود الدخول في تعريف العلاقات السامة، ولكنها ببساطة أي علاقة تتسبب في أذى نفسي أو تسبب إرهاق وتعب في التعامل مع الطرف الآخر بها، لا تتردد عن قطع تلك العلاقة فورًا وبالطبع لا تقدم أي اعتذار عن إنهاءها.

  1. عن وضع نفسك أولوية

“إن لنفسك عليك حق” ضع نفسك واحتياجاتك الخاصة أولوية، بالطبع تلك ليست دعوة للأنانية ولكنها دعوة لأن تعرف ما تستطيع، وأنت تختار راحتك في بعض الأوقات وألا تجعل حياتك بعد حياة المحيطين بك، فلن يهتم بك أحد إن لم تهتم بنفسك، وتلك الأمور كلها لا تدعو للإعتذار عنها.

  1. عند تحديد أولوياتك

قد تتعارض أولويات حياتك في وقت ما مع أولويات صديق فتجد نفسك تشعر بالأسى من خذلانك لهذا الصديق وتسارع لتقديم اعتذار له، بالطبع من الجيد أن تعتذر لعدم قدرتك على تلبية ما طلبه منك مع تقديم السبب الذي منعك من تلبية طلبه، لكن ليس عليك الشعور بالحرج لأنك خالفت توقعاته فأولوياتك وحياتك هي الأهم.

أخيرًا تذكر دائمًا أن الاعتذار من شيم الكبار ولكن تكرار الاعتذار دون داع يفقده معناه الحقيقي في خلق مساحة جديدة للود وإزالة الكدر من العلاقات.

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->
%d مدونون معجبون بهذه: