فى عالم السرعة حيث يحاول الإنسان أن يصل الى أبعد مكان فى أقصر وقت ممكن قد يصعب تخيل أن عدد الدراجات التى تم إنتاجها هذا العام تصل الى 28.527.0567 دراجة، أى حوالى ضعف ماتم انتاجه من السيارات.
قد يعتمد انتشارها الواسع على عديد من الأسباب أولها انها وسيلة نقل تعتبر صديقة للبيئة، وتُجنبك الوقت المهدر فى إنتظار وسائل المواصلات الإعتيادية، ولكن هل فكرت مرة مالذى تفعله الدراجات على تفعيل طاقتك العقلية والنفسية؟ فى الحقيقة إن تأثيرها كبير وبالغ فى الأهمية دعنا نتعرف عليه، ونبدأ بتأثيرها على قوة العقلية والنفسية.
التأثير الرائع لرياضة ركوب الدراجات
اولاً:- النمو العقلى.
فالتدريب عامة يعمل كمغذى للمخ، وساعات التدريب تعمل على خلق أوعية وخلايا دموية جديدة للمخ، وتدفق الدماء فى الخلايا والعضلات يعنى دخول أكبر كمية من الاوكسجين وذلك يعمل على تنشيطها بشكل أفضل. كذلك فإن كل حركة تقود فيها فإنها تقوى الخلايا العصبية وتحفزها لإنتاج نوع من البروتين يسمى (BDNF)، وهو بدوره يحفز إرسال وإستقبال الإشارات بين الخلايا العصبية على نحو أفضل وأسرع.
ثانيا:- تقليل حدة التوتر والقلق.
كل مرة تقود فيها دراجتك فانت ترمى عن كاهلك جزءاً كبيراً من قلقلك وتوترك، وذلك ليس كلاماً تحفيزياً يأتى من الفراغ، لكنها حقائق اثبتتها التجارب والدراسات، فقلد اثبتت تجربة تمت على بعض الأشخاص الذين يعانون من الضغط والقلق ويعالجون من خلال الأدوية النفسية، ان بعد قيادتهم للدراجة لمدة خمسة عشر دقيقة انخفض معدل الكورتيزول وهو الهرمون المسئول عن الإجهاد.
فضلاً على أن القيادة خلال المساحات المفتوحة والخضراء لها قدرة أفضل على منحك الاسترخاء، فالمسطحات الواسعة تعزز القدرة على التحفيز وتقليل أعراض الإكتئاب والقلق.
ثالثاً:- تقوية الذاكرة.
أن النشاط الجسدى وممارسة الرياضة فى الأغلب يجعل الدم يتدفق بشكل أفضل إلى الخلايا مما يساعد الجسم على تجديد نشاطه وذلك فى حد ذاته يساعد على التعلم الأسرع والأفضل وتحفيز القدرة على التركيز وخاصة لدى المتقدمين فى العمر. وقد اجريت تجارب على مجموعة من الشباب قبل بعد وبعد ركوب الدراجة لمدة نص ساعة، اثبتت انهم سجلوا نقاطاً أعلى فى اختبارات الإدراك والتخطيط والتذكر بعد ممارسة تلك الرياضة.
رابعا:- النوم الجيد.
كما قلنا من قبل قيادة الدراجة تساعد على التقليل من هرمون الإجهاد ” الكورتيزول ” مما يعنى ساعات افضل من النوم المريح والعميق، ويحدث ذلك بشكل ملاحظ لهؤلاء الذين يداومون على ركوب الدراجات بشكل منتظم.
خامساً:- تقلل من تعرضك للكربون.
الدراجة صديقة جيدة للبيئة فهى لاتحتاج للوقود، وطالما قررت ان تكون رفيقتك فى الطريق الى الجامعة او الى العمل فأنت ستسلك الطرق الخضراء المخصصة لذلك فهذا سيمنح قلبك مزيداً من الاوكسجين وسيبعدك عن الطريق المزدحمة المليئة بالسيارات التى بدورها تنتج كل المواد الكربونية والتى لها بالغ الأثر السلبى على الصحة.
سادساً:- تحفيز قدرتك على الابداع.
فالابداع يحتاج الى خيال متسع وقدرة عالية على تخفيف حدة التوتر والقلق، وهذا تمنحه لك قيادة الدراجة بكل سهولة، فالعديد من المبدعين كانت الدراجة هى وسيلتهم المفضلة للتنقل ربما كانت مصدر خصب لإبداعهم.
سابعاً:- حرق المزيد من السعرات.
تتميز هذه الرياضة بالذات بانها ليست قادرة فقط على حرق المزيد من السعرات اثناء القيادة فقط، لكن عملية الحرق تستمر بعد القيادة لساعات، اى عند قيامك بقيادة الدراجة لمدة نصف ساعة فانك تفقد العديد من السعرات خلال الوقت اللاحق لذلك.
بل اثبتت دراسة ان الذين يقودون الدراجة بشكل اسرع يخسرون الدهون بمقدار ثلاث مرات ونصف عن الذين يقودها باستمرار لكن بشكل ابطأ.
ثامناً:- التحول الى ” الإدمان الإيجابى”.
إذا تحول الأمر معك إلى ممارسة منتظمة وصرت ملتزماً باعطاء وقت معين لتلك الرياضة، فانها ستحل محل ادمانك للعديد من الاشياء الضارة كالحول والسجائر والشيكولاته، ولكن هذه المرة سيكون إدمانك اكثر صحة ونشاط وقدرة على ممارسة الحياة بشكل أفضل.
تاسعاً:- تمنحك السعادة.
يشرح “اندرو ماكلوش” التنفيذى مؤسسة الصحة العقلية، ان دورانك وقيادتك عديد من الساعات والمسافات تزيد من افراز هرومنى الادرينالاين والاندورفينز وهما المتحكمان فى الشعور بالسعادة .
عاشراً:- تقليل التعب
قد ينصح البعض ان عند شعورك بالتعب الجسدى فان عليك الراحة، ولكن بعض الاتجاهات تقول ان ذهابك فى نزهة بالدراجة لمدة نصف ساعة ستقلل من ذلك الشعور، فهناك ربط مباشر بين قيادة الدراجة وتقليل حدة التعب الذى تشعر به.
ليس هذا فقط، فان للقيادة قدرة تجعلك تبدوا اكثر شباباً، وتمنحك المقدرة على تكوين صلات مباشرة مع اصدقاء جدد يشاركونك نفس الهواية. كما ان فوائدها الاقتصادية ربما ليست بالهينة فانت توفر الكثير من النقود التى تنفقها على الوقود او فى وسائل المواصلات، ليس هذا فقط فلقد صار نشاط قيادة الدراجات ذو توجهات اجتماعية لمساعدة الاخرين ففى لندن فراكبى دراجات لندن برايتون نجحوا فى تجميع حوالى 40 مليون جنيه استريلنى لمؤسسة القلب البريطانية .
يبدوا ان هذه المخلوقة الصغيرة تستطيع ان تمحنك الكثير من الأشياء ويبدو ان هذا هو السبب الرئيسى فى انها مازالت فى مقدمة الرياضات ووسائل المواصلات برغم كل ماينتجه العصر.. اذا فان كنت تريد مزيداً من السعادة والصحة خذ دراجتك وابدا جولتك ورحلتك واحكى لنا حكاياتك معها فلاشك انها ستكون ملهمة الى درجة كبير .