كما تتأثر الصحة الجسدية بالسلب أو الإيجاب تبعاً للعادات الجسدية التي يمارسها الشخص، فإن الصحة العقلية أيضا تتأثر بانماط التفكير السلبي الضارة التي تتكرر باستمرار، والتي تتحول لعادات تستنزف الطاقة وتحد من الإنتاجية وتؤثر على سعادة الشخص ورفاهيته.
أفضل طريقة لكي تبدأ في الشعور بالرضا عن نفسك، هي ملاحظة عاداتك العقلية والعاطفية التي لا تخدمك جيداً والبدء في إيجاد طرق أفضل للتفكير والسلوك.
يمتلك المخ البشري المرونة، التي تجعل ممارسة طرق جديدة في التفكير، يستطيع أن يغير فعلياً، تركيب الخلايا العصبية في المخ وعمل مسارات جديدة بينها.
إذا كنت على استعداد لمواجهة عاداتك السلبية، يمكنك تعلم أن تهيء عقلية أكثر سعادة ومقدرة على تحقيق النجاح.
6 عادات تفكير ضارة للصحة العلقية
1- الشعور بالذنب
الشعور بالذنب عاطفة غالبا نتعلمها بالطفولة، الشعور بالذنب يمكن أن يكون جيداً إذا كان يمنعنا من إيذاء الآخرين، لكن المبالغة في الشعور بالذنب يمكن أن يسلبنا متعة الحياة ويحرمنا من الإستمتاع بثمار الإنجاز والنجاح في الحياة.
توجد أشكال غير مفيدة من الشعور بالذنب، مثل الشعور بالتقصير في مساعدة شخص في الوقت الذي تكون قد فعلت الكثير، ولكن الشخص لم يتحمل مسؤليته لمساعدة نفسه، والشعور بالذنب لعدم القدرة على الحصول على المال الكافي، أو علاقات جيدة، والشعور بالذنب لوجود أفكار مثل الشعور بالغيرة.
للتغلب على الشعور بالذنب عندما يكون غير مفيد، عليك أن تدرك أنها مجرد أفكار ولم تؤذي أحد، وتعلم من أخطاء الماضي.
2- الإعتقاد بأنك فاشل
الكثير منا لديه شعور بالفشل يحجب رؤية الإنجازات التي حققناها، إذا نظرت لحياتك بعدسة الفشل فلن تستطيع رؤية نجاحاتك، عقلية الفشل لا تأخذ في الإعتبار الظروف الصعبة والتحديات التي تقابلك.
عقلية الفشل قد تكون بسبب التعرض للنقد من أولياء الأمور، أو المقارنة بأشخاص آخرين.
يمكن أن تتحول عقلية الفشل لنبوء تحقق ذاتها فتؤدي بالشخص للماطلة وعدم إنجاز الأعمال في أوقاتها، أو البحث عن الكمال والمثالية والتركيز على التفاصيل بدلاً من التركيز على الصورة الكبيرة.
يمكن التغلب على الإعتقاد بأنك فاشل باليقين أنها عبارة عن مجرد أفكار وغير حقيقية، وأن الحياة مليئة بالفرص التي يجب الإستفادة منها وهي فرصة للتصرف بطريقة مختلفه والتعلم وبداية جديدة.
3- البحث عن الكمال
في مقالة نشرت في مجلة علم النفس العام أن الباحثين عن الكمال أكثر عرضة للقلق والإكتئاب والإنتحار، والإصابة بمتلازمة التعب المزمن.
الباحثون عن الكمال تقديرهم واحترامهم لذواتهم مشروط بعدم فعل أي خطأ طوال الوقت، ولكن لا أحد يستطيع ذلك.
للتغلب على البحث عن الكمال، تخلص من التفكير بالأبيض والأسود، وتقبل الخطأ، وعدم تكرار فحص العمل والتركيز على الصورة الكبيرة.
4- كثرة الندم
تمني التراجع عن خيار سابق أو لوم الذات والشعور بالحزن على خسارة يتحول لاجهاد عقلي مزمن، اذا لم تكن هناك فرصة حقيقية لإتخاذ إجراء وتغيير الموقف.
يكون التغلب على الندم بالتركيز على اللحظة الحالية، وفعل ما يمكن فعله، يقول جاك كورنفيلد” في كل صباح نولد من جديد، ما نفعله اليوم هو المهم”
5- المقارنة السلبية مع الآخرين
يقول ثيودور روزفلت” المقارنة هي لص الفرح” فنحن نقارن أنفسنا بأشخاص آخرين ثم نحكم على نجاحنا استناداً لهذه المقارنات، والمقارنة بالآخرين غير منطقية لأنها لا تأخذ في الإعتبار أشياء كثيرة لا نعرفها عنهم، فتجد نفسك تقارن ما بداخلك مع مظهر شخص آخر خارجي.
أفضل مقارنة يمكن أن تقوم بها، هي مقارنة نفسك الآن بنفسك منذ شهر أو عام مضى.
6- إرضاء الآخرين على حساب نفسك
عدم معرفة ما يشعر به الآخرين لا يعني أنك مسؤل عن تحسين شعورهم، ويمكن أن يؤدي ارضاء الآخرين على حساب نفسك لإستيائهم منك.
تعلم كيف تحدد أولوياتك، وأن تقول “لا” عندما يطلب منك أي حد طلب لا تريد فعله، كل سلوكيات إرضاء الآخرين المكلفة والتي تكون على حساب وقتك ومجهود وتعطلك عن حياتك ارفضها.