الإكتئاب بجانب أنه يسبب ألم ومعاناه للشخص الذي يعاني منه فإنه يؤثر على الأشخاص المحيطين به، لأن مريض الإكتئاب يكافح مجموعة من المشاعر الصعبة، مثل الشعور باليأس وفقدان الأمل والأحباط والغضب والخوف والحزن.
بالطبع مهمة مساعدة وتقديم الدعم لشخص يعاني من الإكتاب هي مهمة صعبة، وليس من السهل التعامل بشكل مستمر مع شخص يختبر كل هذه المشاعر الصعبة والمؤلمة طوال الوقت، ولأن الدعم من قبل الأصدقاء والمقربين من العوامل الهامة لتعافي الشخص من الإكتئاب ويمكن مساعدتهم في مواجعة الأفكار السلبية واستعادة طاقتهم وتفاؤلهم، لذا يجب التعلم عن الإكتئاب وعن أفضل الطرق للتواصل بها معهم.
من هم أكثر الأشخاص عرضة للاكتئاب؟
كل شخص في الحياة عرضة للاكتئاب خاصة في ظل الحياة التي نعيشها اليوم وضغوط العمل والحياة المادية. لكن دعونا نقول أن هناك بعض الأشخاص هم الأقرب للاستجابة والتسليم بمجرد ظهور الاكتئاب في محيطهم.
- الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للمرض.
- الاكتئاب يصيب الأشخاص المصابين بأمراض مختلفة أو الأشخاص الذين لديهم أمراض مزمنة عرضة للاكتئاب بشكل أكبر.
- إدمان المخدرات أو الكحول.
- الأشخاص الذين لديهم شخصيات حساسة للغاية، أو الذين يشعرون بالتوتر والقلق بسرعة. كذلك الأشخاص الذين يتعرضون للنقد ولديهم ثقة ذاتية قليلة أو منعدمة.
كيف نصل إلى الاكتئاب؟
في الحقيقة إن كيمياء المخ شيء معقد للغاية. ومن الممكن أن يحدث الاكتئاب نتيجة تغيير المواد الكيميائية في المخ. لكن على جانب آخر فإن بعض الخصائص العصبية تتغير وتؤدي إلى حدوثه. لكن على جانب آخر فإن هناك الكثير من مواقف الحياة التي لا يستطيع الإنسان التعامل معها بشكل صحيح وبالتالي يقع تحت براثن هذا المرض الخطير.
فمثلا قد تحدث الإصابة نتيجة التعرض لصدمة عصبية كبيرة. كذلك التعرض للفقد أو الانفصال العاطفي أو الفشل. كما أن الاكتئاب يحدث مع ترك العمل أو التعرض لضغوط كثيرة دون التنفيس عنها بشكل صحي.. لذا فإن القائمة طويلة ومن الممكن أن نكتب فيها لسنوات طويلة. لكن السؤال الأهم ما هي العلامات التي نعرف منها أن الشخص الذي نتعامل معه هو شخص مصاب بالاكتئاب.
علامات الإصابة
الحزن أو الغضب أو التجهم ليسوا هم العلامات التي تمنحنا الحق في أن نحكم على أحد ما أنه مكتئب. لأن الشخص المكتئب قد يكون عكس ذلك تماماً. لذا فإن العلامات التي تظهر بقوة على الشخص المكتئب هي كالتالي:-
- فقدان الشغف ناحية الأشياء المحببة مثل اللعبة الرياضية المفضلة أو التوقف عن ممارسة الهوايات بشكل مفاجئ وعدم الشعور بألم تجاه ذلك.
- الغضب من أتفه الأشياء والحزن في المواقف التي تستدعي الفرح مع استدعاء الذكريات المؤلمة.
- عدم الشعور بالحماسة لأي شيء. أو الشعور بالفرح عند حدوث الأشياء السعيدة، والتوقف عن الاستمتاع بالحياة.
- آلام جسدية دون أن يكون هناك أي مبرر صحي أو مرض ورائها.
- اضطرابات النوم والشعور بالأرق وتكرار ذلك بشكل يومي وعلى المدى البعيد.
- انعدام الطاقة والتعب بعد بذل مجهود بسيط للغاية.
- عدم القدرة على اتخاذ أي قرار حتى لو كان متعلقا باختيار الملابس.
- التفكير في الماضي وإلقاء اللوم على الذات بشكل متكرر.
- صعوبة في التفكير أو التركيز أو القيام بأن من العمليات الإدراكية المختلفة.
كيف نساعد الشخص المكتئب؟
إذا نأتي هنا إلى أهم نقطة في حديثنا. ماذا لو كان شخص في العائلة أو أحد الأصدقاء المقربين يعاني من الاكتئاب كيف ننقذه ونمد له يد العون.
في الحقيقة الأمر لا يعتبر سهل، إننا لا نتعامل مع مريض أنفلونزا، لأنه هو نفسه أحياناً لا يدرك ماهية ما يمر به. لذلك فلابد أن نفهم أن هناك مساحات نستطيع التواجد فيها ومساحات لا يمكن تخطيها.
مثلاً تواجدنا لا يجب أن يكون عبئاً عليه. بمعنى أنه لا يجب علينا أن نكون مصدر لوم أو مصدر طاقة إيجابية. في هذه الحالة من المهم أن نتوقف عن كلمات مثل “لماذا تفعل هذا بنفسك؟. لا يجب أن تكون ضعيفا، أو اترك الحالة التي أنت بها وقم واستمتع بالحياة”..بهذه الطريقة نحن نشكل ضغط كبير على المريض.
كذلك لا يجب أن نطرح له حل لأي مشكلة، على جانب آخر علينا أن نكون مساحة آمنة لكي يحكي كل ما يجول بخاطره دون أن نحكم عليه أو نسدي له النصيحة أو نخبره بضرورة الصلاة والقراءة في الكتب المقدسة.
أما الوحدة فمن المهم أن نحاول كسرها بكل طريقة. علينا أن نتواجد بجاب الشخص كثيراً لكن دون كسر اللحظات التي يفضل فيها الصمت. لذلك علينا أن نشاركه صمته لكن نفس الوقت لا نطلب منه مشاركتنا بإلحاح أي شيء نقوم به.
هناك أشياء مهمة يجب تجنبها. مثل المقارنة أو التقليل من المشاعر التي يمر بها أو التجاهل أو قول “نحن مكتئبون أكثر منك لكننا لا نفعل مثلك” في الحقيقة من يقول هذه الجملة لا يصنف على أنه مريض على الإطلاق. لذا إما أن نكون مصدر للدعم أو نترك المهمة لمن يستطيعون القيام بها.