crossorigin="anonymous">

كيف تمنع الأصوات السلبية بداخلك؟

ذات مرة قالي لي مدير سابق في العمل ان الإنسان بطبعه يميل لسوء الظن، ليس فقط تجاه الآخرين بل يمكنه أيضاً أن يسيء الظن بنفسه وبمهاراته وصفاته الشخصية، عندما يترك نفسه لأصواته السلبية السطلة للحكم على قدراته وإمكانياته ويمنحها الفرصة للتحكم في خطواته ووجهته في الحياة.

لم أفكر في الأمر كثيراً في ذلك الوقت ، ولكنني شعرت بالمفاجأة عندما قال لي نفس المدير أن لدي قدرة على حل المشاكل حيث أنني عقلانية وهادئة وأحلل الأمور جيداً، كانت مفاجأة كالصاعقة فأنا عشت لا أرى في نفسي إلا الفتاة المتسرعة المتهورة شديدة العصبية.

جميعنا نشعر أحياناً بأمور سلبية تجاه نفسه حتى وإن لم يكن لها دليل ملموس، بل يمكن يمكن أن نتفاجأ أحيانا عندما نرى شخصاً يرانا على عكس ما ظننا أنفسنا، فكثيراً لا ندرك مدى قوتنا حتى يخبرنا بها شخص آخر أو ترغمنا الظروف على إظهارها.

من وقتها عرفت أن أصواتي السلبية تلك لم تكن سوى إنعكاس لأفكاري السلبية عن نفسي، وأدركت أنها ألد أعدائي وأنها عدوي الكامن بداخلي الذي يهاجمني طيلة الوقت، وأنه قد آن الأوان لأهاجم هذه الأصوات السلبية وأسكتها تماماً.

فما هي الخطوات التي اتبعتها لأسكت تلك الأصوات السلبية الداخلية ؟ هذا ما توضحه الكلمات القادمة.

خطوات فعالة وعقلانية لإسكات الأصوات السلبية بداخلك.

حلل الموقف

لا تصدق أي صوت سلبي بداخلك إلا بعد أن تقوم بتحليل الموقف عن طريق البحث عن أسباب منطقية لذلك الصوت، عندما يأتي الصوت الداخلي ليخبرك أنك لا تقدر على حل مشكلة ما وأنك فاشل في حل المشاكل عموماً، لا تصدقه ولكن فكر وابحث عن دليل لذلك، هل سبق وأنت قمت بحل مشكلة ما؟ إذا أنت قادر على حل المشاكل. لا تصدق ذلك الصوت.

فكر بطريقة مغايرة

ذات مرة فتحت الفيسبوك فإذا بعدد 20 إشعار برسائل من عميل أتعامل معه، أول ما جاء بخاطري أن هناك مصيبة قد حلت، هل سينتهي التعامل بيننا؟ هل ارتكبت خطأ شديد في العمل؟ هل ضايقت احد؟ سيل من الأفكار السلبية اجتاحني.

دقائق صادمة إلى أن قمت بسماع الرسائل فإذا به يخبرني أننا على وشك الدخول إلى مشروع عمل جديد ويخبرنا بكل تفاصيله.

من وقتها أصبحت افكر بطريقة مغايرة عندما يحدث أمر مقلق، يتواصل معي العميل إذا هناك احتمال أن أكون ارتكبت خطأ وهناك احتمال أن هناك خبر مفرح، الاحتمالان متساويان في الواقع فلا داع للتشبث بالصوت السلبي.

إن كان السلبي هو ما حدث فما الضرر؟

في بعض الأحيان أقول لنفسي حتى لو كان هناك أمراً سلبياً، ماذا سيحدث؟ هل سيتوقف العالم؟ بالطبع لا.

مثلاً في المثال السابق إن كنت ارتكبت خطأً بالفعل ورغب العميل ان ينهي العقد معي، فلا ضير في ذلك، سأتعلم من أخطائي واتعلم كيف أحل مشاكلي بفاعلية، يمكنني أن أواجه الأصوات الداخلية بداخلي في بعض المواقف بالتعامل معها وهزمها.

دافع عن نفسك.

عندما يتعلق الأمر بمكافحة الأصوات السلبية الداخلية، يجب عليك أن تدافع عن نفسك بكل قوة وصلابة. يعد الدفاع عن النفس من الأمور الصعبة والمرهقة، ولكنه ضروري جداً للحفاظ على صحتك النفسية والعاطفية. إذا شعرت بأي نوع من الأصوات السلبية الداخلية.

  • توقف عن الانتقاد الذاتي، قد تجد نفسك تقوم بانتقاد نفسك بشدة وتقييم نفسك بشكل سلبي. لا تدع هذه الأصوات تسيطر عليك، بدلاً من ذلك، حاول التحدث مع نفسك بلطف وتحديد نقاط قوتك.
  • كن واقعياً، لا تنتظر الكمال، فالكمال غير موجود. اعرف قدراتك فيما تستطيع فعله ولا تستطيع، وكن واقعياً فيما تتوقعه من نفسك.
  • ركز على الإيجابيات، حاول التركيز على الجوانب الإيجابية في حياتك وتذكر إنجازاتك. قم بكتابة قائمة بالأشياء التي أنجزتها بنجاح وابق هذه القائمة في مكان يمكنك الوصول إليها بسهولة عند الحاجة إليها.
  • تذكر أنك لست وحيداً، لا تشعر بالعزلة وحاول التحدث مع أشخاص آخرين ومشاركتهم تجاربك. قد يكونوا قادرين على تقديم المساعدة والنصائح الذي يمكن أن تساعدك في مكافحة الأصوات السلبية الداخلية.

حقيقة الأشياء ليست دائماً كما ترى أو تعتقد.

يميل البشر جميعاً لوضع افتراضات والقفز إلى استنتاجات بناءاً على معتقداتهم أو ما يسمعونه ويرونه، لكن المظاهر خادعة وحقيقة الأشياء اكثر تعقيداً مما نظن جميعاً. من الضروري ألا تستلم لفكرتك الاولى التي كونتها عن نفسك من حيث قدراتك ومهاراتك وعن الناس أيضا. بعض هذه الأفكار والمعتقدات تغذي أصواتك السلبية. شكك دائماً في معتقداتك واجعل فهمك لنفسك اعمق من الأفكار الأولية التي يفترضها عقلك.

بالبطع إن الاعتراف بالأخطاء امر هام وضروري ويدل على نضج الإنسان، لكن هناك فارق كبير بين التصرف بعقلانية ومعرفة الأخطاء للوقوف على أسبابها وعلاجها وبين الاستسلام للأصوات الداخلية الذي ينتج عنه خراب داخلي.

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->
%d مدونون معجبون بهذه: