crossorigin="anonymous">

ملالا يوسفزى اصغر حائزة لنوبل فى التاريخ

كانت بداية معرفتي بتلك الشخصية المفعمة بحب الحياة والحرية والمناضلة من أجل حقوق الإنسان في حياة وتعليم أفضل من خلال متابعتي لقناة للأفلام الوثائقية، وقد عرضت تلك القناة في يوم من الأيام فيلم وثائقي إسمه “أسميتها ملالا” يحكي قصة نضال مراهقة باكستانية بذلت كل مجهودها ووقتها في توصيل صورة عن معاناة الفتيات في بلادها نتيجة الحكم المتطرف لحركة “طالبان” الإرهابية، والتي منعت الفتيات في المناطق التي تسيطر عليها الحركة من مواصلة تعليمها بعد سن الثامنة، كما إنها كانت دوما ترسل خطابات تهديد لأسر الفتيات اللاتي ينجحن في مواصلة تعليمهن ومنهم تلك الفتاة التي سنتحدث عنها اليوم.
نجاتها من الموت المحقق علي يد مسلحي طالبان كان أكبر نقطة تحول في حياتها، وخطوة نحو العالمية وشهرتها كناشطة حقوقية تبحث في مجال التعليم والمرأة، وهو ما أهلها لتكون أصغر حائزة علي جائزة نوبل للسلام ولم يتجاوز سنها السابعة عشرة.
إنها المناضلة الباكستانية “ملالا يوسف زاي”.

المراهقة التي لا تصمت أبدا

ولدت ” ملالا” في 12 يوليو سنة 1997 في منطقة وادي سرت شمال غرب باكستان، وكانت عائلتها تدير عدة مدارس في المنطقة وترعي حقوق التعليم وتقاوم تدخل طالبان في المنطقة ومحاولاتها لبسط نفوذها علي الوادي.
تربت “ملالا” في جو أسري مثقف يحترم المرأة والتعليم ويعتبره حق طبيعي لكل إنسان، ومن هنا بدأت المراهقة في سن الحادية عشرة من عمرها مشوارها الحقوقي مبكرا جدا ، من خلال مراسلات كانت تبعث بها لشبكة البي بي سي تحكي فيها عن الظروف الصعبة التي كانت تعاني منها المنطقة تحت حكم حركة طالبان، وكيف أن الحركة الإرهابية كانت تمنع الفتيات من التعليم وتهدد بالإغتيال كل من يعترض علي هذا الأمر، وكانت “ملالا” تكتب تلك المراسلات تحت اسم مستعار وساعدها في ذلك إجادتها للإنجليزية مما سهل عليها مراسلة الشبكة العالمية.
كانت نتيجة هذه المراسلات أن وجهت نظر العالم نحو تلك القضية، وبدأت الصحف والشبكات العالمية تقدم التقارير والمقابلات بخصوص الأوضاع في وادي سرت في باكستان ,ومدي سوء الأحوال تحت حكم حركة طالبان، ومن هنا بدأت شهرة “ملالا” تتسع عالميا كناشطة حقوقية مهتمة بقضايا التعليم والمرأة، وإنهالت عليها العروض للتحدث عن قضيتها وعرضها علي العالم، وقد تم ترشيحها لجائزة” السلام الدولي للأطفال” من قبل الناشط الجنوب أفريقي “ديزموند توتو”.
ومع تزايد شهرة “ملالا” كانت تتزايد وتيرة التهديدات لها ولأسرتها من قبل حركة طالبان والتي أعتبرها خطر عليها وعلي سيطرتها علي المنطقة بأكملها .

محاولة إغتيالها

كان رد فعل ” طالبان” تجاه تصرفات ونشاطات ” ملالا” لا يتعدي خطابات تهديد تصلها من حين لأخر، ولكن الفتاة لم تعر بالا بتلك التهديدات وأكملت مسيرتها في إصرار وتحدي ولربما إطمئنت الفتاة لكونها مجرد تهديدات فقط .
ولكن في ظهر يوم 2 أكتوبر من عام 2012، إستقلت “ملالا” حافلة مدرستها في وادي سرت وكانت في طريقها للمدرسة حينما أوقف مسلح الحافلة وصعد إليها موجها سلاحه تجاه ” ملالا”، لم يكن هذا مجرد تهديد فقط, ولكن في هذا اليوم تلقت ” ملالا” ثلاث رصاصات في جمجمتها كادت تودي بحياتها تماما.
بأعجوبة تم إنقاذ ” ملالا” وتم نقلها علي طائرة خاصة إماراتية من باكستان إلي برمنجهام بإنجلترا لتلقي العلاج اللازم علي نفقة دولة الإمارات العربية المتحدة .
وبعد أن إستعادت ” ملالا” صحتها صرحت أن تلك المحاولة لإغتيالها لن تكون عائقا أمامها وإنها ستواصل مشوارها في المناداة بحقوق المرأة والطفل في التعليم والحياة الكريمة في كل أنحاء العالم وحصلت علي دعم دولي منقطع النظير مقابل ذلك.
هذه المحاولة لإغتيال “ملالا” كانت فرصة أكبر لزيادة شهرتها عالميا ودوليا، حيث إعتبرتها بعض المؤسسات والصحف “أشهر مراهقة عالميا” في ذلك العام الذي تمت فيه محاولة الإغتيال.

جائزة نوبل للسلام

تكليلا لجهود “ملالا” في السنوات اللاحقة حصلت المراهقة صاحبة النضال المبكر من أجل حقوق المرأة والتعليم علي جائزة نوبل للسلام وذلك في 10 أكتوبر 2014 وذلك مناصفة مع الناشط الهندي “كايلاش ساتيارثي”.

ملالا تنضم لنادي أصحاب الملايين

من خلال أرباحها عن مبيعات كتاب يحكي قصة حياتها، وظهورها كمتحدث في المحافل الدولية، إستطاعت المراهقة الباكستانية أن تنضم لنادي أصحاب الملايين ولم يتجاوز سنها التاسعة عشرة عاما وفي فترة لم تتعدي الخمس سنوات منذ تعرضها لمحاولة الإغتيال علي يد حركة طالبان والتي شكلت نقطة تحول في حياتها وزادت من شهرتها. فبدأت في تأليف وكتابة المقالات وكتابا يروي قصة حياتها، كما إنها باتت مطلوبة كمتحدثة في أي مناسبة دولية وتتقاضي ما يقارب ال150 ألف دولار عن الحديث الواحد.
وقال متحدث باسم ” نيلسون بوك ريسيرش ” أن الكتاب الذي يروي قصة حياة ” ملالا” والذي نُشر في 2013 بيعت منه 287170 نسخة في بريطانيا فقط بقيمة تعادل ثلاثة ملايين دولار، وأكثر من 1.8 مليون نسخة علي مستوي العالم.
وقد أسست ” ملالا” صندوقا لدعم مشاريع تعليم البنات في الدول الفقيرة، وقامت أسرتها بإنشاء شركة خاصة لحماية الحقوق الخاصة بقصة حياتها قدرت قيمتها في 2015 بمبلغ 187 مليون جنيه إسترليني.

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->
%d مدونون معجبون بهذه: