إن شخصيتك في الواقع هي عبارة عن نتاج مجموعة من العادات الجيدة والسيئة والتي تقوم بها في حياتك اليومية, فهذه العادات سوف تشكل صورتك الخارجية وشخصيتك أمام هذا العالم.
العادات السيئة هي أكبر عائق يمكن أن يقف في طريقك للنجاح، والمشكلة إنك قد لا تلاحظ تأثيرها الذي يزحف ببطء علي حياتك حتي تتفاجأ أنها السبب في تدميرها في لحظة ما.
كسر العادات السيئة يتطلب الكثير من الجهد والعمل , وعندما تنجح في ذلك فأنت قد أستطعت تحقيق التحكم في النفس.
لقد أثبتت العديد من الدراسات أن قدرة الشخص علي ضبط والتحكم بالنفس يمكنه من تحقيق أهدافه والوصول للنجاح الذي يسعي إليه في حياته.
لذا ……..
إخترت موضوع مقالتي للحديث عن بعض العادات السيئة التي قد تراها بسيطة أو لا تستدعي كل هذا الإهتمام, ولكن بكسرك لتلك العادات البسيطة والسيئة ستصل لقدر معقول من التحكم في النفس.
وهذه العادات هي :
1-إستخدام الأجهزة الإلكترونية المختلفة قبل النوم
الكثير من الناس يغفل حقيقة الضرر الذي ينجم عن إستخدامهم للأجهزة الإلكترونية كالتليفزيون والموبايل واللاب توب قبل ذهابهم للنوم مباشرة.
إن هذه الأجهزة ينبعث منها إشعاع أزرق يعمل علي إيقاف إفراز المخ لهرومون النوم, وهذا بالضبط ما يحدث لنا عند التعرض لأشعة الشمس في الصباح حيث تكون أشعتها محملة بهذا الإشعاع الأزرق.
فأنت عندما تتعرض لهذا الإشعاع ليلا من خلال الأجهزة الإلكترونية التي تتعامل معها قبل نومك, تحرم جسمك من ليلة نوم هادئة مما يؤثر عليك بالسلب سواء علي مزاجك العام أو علي إنتاجيتك في العمل.
عليك أن تبتعد عن كل الأجهزة الإلكترونية بوقت كافي قبل ذهابك للنوم في الليل, حتي تتسني الفرصة للمخ لضخ هرمون النوم في جسمك لتتمتع بنوم هاديء ويتحسن مزاجك وتعلو همتك في العمل صباحا.
2-تصفح الإنترنت بشكل مستمر أثناء العمل
أثبتت الدراسات العلمية أن مخ الإنسان يستغرق فترة 15 دقيقة كاملة ليعود لنفس درجة التركيز التي كان عليها قبل التعرض لمشتت ما.
وإذا طبقنا تلك الدراسة علي العمل, فأنت حينما تتصفح الإنترنت أثناء فترات العمل أو قيامك بمهمة ما فأنت بذلك تضع نفسك أمام خطر فقدك للتركيز باستمرار وبالتالي ستضعف إنتاجيتك في العمل.
ولكي تتفادي ضعف التركيز في عملك أو المهام الموكلة إليك, يجب عليك أن تغلق كل مواقع السوشيال ميديا وأي مواقع أخري تتابعها أثناء قيامك بعمل ما حتي تضمن الحفاظ علي نسبة تركيز عالية وإنتاجية أكبر.
3-تفقد الموبايل أثناء محادثة شخص ما
من أكثر ما قد يستفز من حولك هو أن تقوم بتفقد الموبايل الخاص بك أثناء حديثهم إليك سواء في العمل أو خارج العمل.
هذه العادة ستفقدك الكثير من متعة الحديث, كما إنها ستمنعك من التركيز علي بعض النقاط الهامة في الحديث والتي قد تكلفك الكثير فيما بعد.
عندما تتحدث إلي شخص ما حاول أن تعيره كل إهتمامك ولا تحاول أن تفقد تركيزك أثناء المحادثة من خلال تفقدك للموبايل من وقت لأخر.
4-قول “نعم” عندما يجب أن تقول “لا”
الإجهاد والعصبية وربما الإكتئاب أيضا هي نتائج محتملة لعدم القدرة علي قول “لا” في الوقت الذي نرغب حقا في قولنا إياها.
يمثل قول “لا” في بعض الأحيان تحدي من نوع خاص لبعض الأشخاص الذين لا يستيطعون النطق بها في وقتها المناسب مما يزيد من شعورهم بالعديد من المشاعر السلبية والإحباطات.
تذكر في كل مرة تتردد فيها من فعل ذلك, أن مجرد قولك “لا” في بعض الأحيان سيزيد من فرص نجاحك في المستقبل.
لأنك ببساطة ستتحرر من الإلتزامات غير المرغوبة وغير المجدية بالنسبة لك وستركز علي المهام والإلتزامات الأكثر أهمية والتي ستؤثر مستقبلك ونجاحك.
5-مقارنة نفسك بالأخرين :
لا يجب أن يكون مصدر سعادتك ورضاك عن نفسك هو أن تقارن نفسك بالأخرين من حولك.
يجب أن تقدر وتفخر بما تنجزه وتقوم به في حياتك ولا تسمح بالأراء السلبية التي قد تواجهك أن تسلبك سعادتك بإنجازاتك وبما حققته.
يجب أن تستمد ثقتك بنفسك وبإنجازاتك من داخلك فقط, هذا لا يمنع أن تستمع لأراء الأخرين فيك ولكن لا تعطي تلك الأراء أكبر من حجمها وتجعلها هدفك الوحيد, وليكن هدفك الأكبر هو رضاك عن نفسك.
وفي النهاية ……..
لابد أن تعرف ماهي العادات التي يجب أن تكسرها ولا تدعها تغلبك بل وتستبدلها بعادات أخري جيدة, حتي تقوي بداخلك القدرة علي التحكم في النفس وهو كما ذكرنا من أهم اسباب النجاح.
في هذه المقالة قد جمعت لك بعض تلك العادات التي ربما قد غفلت عنها لسبب أو لأخر, ولكن هناك الكثير من العادات الأخري التي يجب أن نواجهها ونتغلب عليها لنحقق النجاح المرغوب.
هل تستطيع مساعدتي في كشف بعض تلك العادات السيئة التي تقف عائق بيننا وبين تحقيق توازنا النفسي ونجاحاتنا المادية والمعنوية؟