crossorigin="anonymous">

أهرامات مصر وقيم أكبر من التاريخ (1).

 أكثر من أربعة الَّآف ونصف عام تفصلنا عن بناء أعظم ماتركته لنا الحضارة المصرية من آثار، أكثر من اربعة الّآف عام تفصلنا عن مكمن السر والسحر والهدف، تاريخ طويل مر عليه مامر وأثُبت فيه ما أثُبت ونُفى مانفُى ،ومازلنا نقف أمام الأهرام ولاشىء نملكه سوى الدهشة والأسئلة.

فإن كانت معلوماتك عن سر عظمة أنه مجرد بناء هندسى محكم أمتد الاف السنين وهزم الزمن فعليك أن تراجع أفكارك مرة أخرى.

أن أكبر ظلم نوجه لفكرة الهرم ان نحصرها فى إرتفاع ووزن الحجارة وطول العمر، انها دليل كبير على فترة مهمة فى تاريخ المصرى القديم، هى شريان ممتد فى إيمانه بكل شىء حوله وقدرته على ربط قوانين الطبيعة والهندسة بالحياة، بل أن البناء قد يتعدى مجرد مقبرة ضخمة لحماية روح الملك إلى ربط فكرة الموت والحياة بالفلك وحركة النجوم والقيم الروحية التى ربما تجدها فى الأديان السماوية الآن.

فى الهرم أسرار مازلنا لم نكتشفها لكن ان حدث فسنعرف ان لدينا فى التاريخ أشياء أقيم من الحجر وأدلة على العظمة والخلود أقوى من أى نظريات اخرى.

لذا سنقدم فيما يلى معلومات مختلفة ومتنوعة وأسئلة درات حول بناء الأهرام وملوكها، وحول النظريات الهندسية والدينية المرتبطة به، وحول بعض الألغاز التى مازال العلم يقف أمامها، وحول الأسئلة الحضارية التى تحاول الأجابة على مامدى عمق شخصيتنا المصرية وحقيقتها.

وكل ماسيأتى هو تجميع للمصادر الموثوقة والأبحاث التى عمل عليها أصحابها ونتائجها وفى نهاية المقال سنورد لكم المصادر التى أعتمدنا عليها فى كتابة هذا المقال.

بناء الأهرامات فى مصر بشكل عام:-

إرتبطت فكرة بناء الأهرامات فى مصر بالعقيدة الجنائزية للموت والخلود عند المصريين القدماء، فهو المكان المخصص لحفظ جسد الملك وسبيله إلى الإرتقاء للسماء حتى يلاقى الروح التى تعيده للحياة فيقود شعبه فى عالم مابعد الموت او العالم الآخر.

لذا سنجد أن بناء الأهرام لدفن جسد الملوك ممتد عبر أزمنة وأماكن مختلفة فى مصر، وإلى الآن تقريباً تم إكتشاف حوالى 138 هرم ومازال البحث جارياً عن المزيد.

تتمد هذه الأهرام بين مناطق ( الجيزة – أبو صير – دهشور – ميدوم – هوارة – الفيوم )

لكن يفوق هذه الأهرامات عظمة وقيمة تاريخية هرم ” زوسر المدرج” الذى بنى فى عهد الملك زوسر مؤسس الأسرة الثالثة، ويعتبر العلماء هرم زوسر النموذج الأول الذى قدم شكل بدائى لأهرامات الجيزة الثلاثة.

ويعود تصميم بناء هذا المدرج للمهندس “امحوتب” وهو معمارى وعالم فى الطب والفلك ويعتبره المؤرخون اليونانيون كالمؤرج “مانيتون” فى منزلة اله الطب اليونانى ” اسكليبوس”.

تاريخ بناء الهرم الأكبر “هرم خوفو”.

بُنى الهرم فى عهد ثانى ملوك الأسرة الرابعة الملك ” خنوم خوفو”، ويحدد ذلك زمنيا بحوالى عام 2600 قبل الميلاد، أى أننا أمام بناء صمد لأكثر من 4600 عام. فهل فعلها غيره؟

التاريخ القديم يحتوى على ست عجائب غير الهرم، حدائق بابل المعلقة، تمثال زيوس فى اوليمبيا، معبد ارتميس فى افسيس، منارة الإسكندرية،ضريح موسولوس قي مدينة هليكارناسوس، تمثال رودس. فان عرفنا ان كل تلك العجائب قضى عليها الدهر وهى احدث نسبياً من الهرم فإننا لابد أن نقر بأننا امام معجزة كبرى.

الملك خوفو:-

بالرغم أن الهرم سمى باسمه، الا أن المصادر التاريخية التى تعطينا معلومات عن هذا الملك ضئيلة للغاية، والى الآن كل الاكتشافات لم توصلنا إلى مكان حجرة الدفن المخصصة للملك والى موميائه، و مازالت التكهنات دائرة حول انه تم اكتشاف الحجرة السرية للدفن ولكن مومياء الملك سرقت فى عهد الثورات، او ان الملك مازال موجودا فى حجرة سرية بالهرم لم يتم إكتشافها بعد كل لك لم يحسم بالكامل الى الآن.

وقد تكتنف حياة الملك خوفو العديد من الاساطير من وجود سحرة على علم بالنبؤة والمستقبل وانه كان يستعين بهم، وتذهب بعض النصوص الى انه كان ملكاً طاغياً ولولا طغيانه لما استطاع ان يُنجز بناء بهذا الحجم فى عشرين عام، وتقول اراء ان بناء الهرم لم يكن الإنجاز الوحيد للملك والدليل على ذلك ان هناك نقوش وجدت بإسمه فى مناجم النحاس والفيروز فى شبه جزيرة سيناء.

ولان هناك صعوبة فى الجزم بصحة او خطا تلك الاراء فاننا سنسرد بعض التفاصيل التى قد تقربنا الى صورة اقرب الى الحقيقة حول هذا الانجاز العظيم.

المشهد حول الهرم:-

لم يكن الهرم مبنى قائماً بذاته منفرداً فى الصحراء بل الحفائر وجدت العديد من الآثار التى من شأنها رسم وصف كامل لجمال وعظمة المشهد فوق تلك الهضبة العتلية لصحراء الجيزة، فرحلة الملك للسماء ليست بالشىء البسيط حتى لايتم تجهيز كافة الطقوس والأدوات الازمه له لالقتاء روحه بجسده، لذا كشفت الحفائر عن وجود الآتى:-

 معبد جنائزى ملاصقاً لجدران الهرم الشرقية:- وهو ينقسم الى معبد يرمز للوجه البحرى واخر الوجه القبلى، وعلى جانبى المعبد كان هناك نقوش لسفينتين، فالملك بعد وفاته يصير كالشمس يشرق من الشرق ويرحل مع الغروب، فكان يلزمه سفينتين للشمس واحده لرحتله الشرقية والأخرى للرحلة الغربية.

مدينة الحاشية الملكية: أقيمت بجانب الهرم مدينة تخص الكهنة والحاشية والخدم المقربين من الملك والذين سيقومون بخدمته فى العالم الاخر.

مافات كان عرضاً ووصفاً للمشهد حول الهرم، أما العمق والأفكار والأسئلة الأهم فهى فى مقال أخر سنقدمه قريباً فتابعونا.

المصادر:-

  • مصر فى عصر ماقبل التاريخ إلى نهاية العهد الأهناسى :- سليم حسن
  • ديانة مصر القديمة :- ادولف ارمان.
  • مدخل لدراسة الإثار المصرية:- عبد الواحد عبد السلام.

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->
%d مدونون معجبون بهذه: