crossorigin="anonymous">

كيف تتغلب على الخوف من الاختلاط بالناس؟.. وتمنع خجلك من السيطرة عليك

كم من مواقف مرت علينا أردنا فيها أن نعبر عن أنفسنا ولكن حائط الخجل منعنا وردنا إلى وضع الثبات؟ كم فرصة ضاعت علينا بسبب ذلك؟ فرص عمل أو نقل فكرة او ضم أصدقاء جيدون لقائمة معارفنا، لا شك أن الخجل ضيع منا الكثير.

فى البداية لابد أن نعترف بأن الخجل ليس بمشكلة أو عيب فينا أو مرض، لكنه طبيعة إنسانية تتكون داخلنا نتيجة لعوامل نشأتنا وتربيتنا، فهو فطرى فينا لكن يسهل السيطرة عليه وتحويله الى قدرة على التواصل، لكن الأمر يحتاج مران وتدريب وخطوات متصاعدة فى أهميتها. دعونا مثلاً نتعرف إلى تجربة تحكيها لنا المدونة “سارة ويليام”، حيث تقول أن شخصيتها المرحة الإجتماعية التى تظهر للجميع الآن لم تكن كذلك، بل كانت فى شدة الخجل، خاصة انها نشأت وحيدة وكان لها حيزها الخاص ومنطقة راحتها التى لاتضطر فيها للتعامل مع الأخرين، لكن الوحدة قد تمنحك الراحة ولكنها تحرمك من البشر حولك، لذلك الأمر كان يحتاج مجهود للتغلب على ذلك وكسب حياة إجتماعية ناحجة، لذا حددت بعض الخطوات التى يمكن بها كسر جدار الخجل داخلك وتأهيلك لكى تكون شخصية محبوبة بين المجتمع المحيط بك، سنذكر منها الآتى:-

خطوات للتغلب على الخجل

أولاً:- إبدأ بخطوات صغيرة.

الخروج من دائرة خجلك يحتاج الى خطوات هادئة وصغيرة. لاتقرر دفعة واحدة أن تستيقظ لتصبح إجتماعياً وتكلم الجميع وتتعرف اليهم، إذا خذ الأمر خطوة خطوة، فإن كنت معتاداً على قضاء مشاويرك منفرداً أو الذهاب إلى أى مكان برفقة أصدقائك المقربون، عليك ان تغير هذا قليلاً، إذهب الى أماكن بها أصدقاء ليسوا بالمقربين كلياً، اقترب من دوائر الحديث معهم ولاتحاول أن تكون وحيداً.

ثانياً:- تحدث مع الغرباء.

ربما تلك هى اكبر مشكلة يعانى منها أى شخص خجول، كيف تبدأ بالحديث مع شخص لاتعرفه؟ تقول سارة ويليام إن مُدرستها نصحتها بأن تفعل شيئاً طريفاً وهو أن تختار مجموعة عشوائية من الناس وتسألهم عن الوقت، كان هدفها من ذلك توضيح أن هذه السؤال سيفتح مجالاً أخر من الحديث.
الحديث مع بائع الجرائد، سائق التاكسى، مسافر بجانبك فى القطار، كلها أمور تكسبك الثقة فى التحدث مع الغرباء فالجميع عنده حكاية يريد مشاركتها مع الناس.

ثالثا:- لاتجعل الذين يتحدثون كثيراً يطغون عليك.

عليك أن تعرف أن حديث شخص لوقت طويل معناه أن لديه شيئاً مهماً يقوله. فإذا كنت تتحدث مع شخص يتكلم كثيراً وبصوت مرتفع فستشعر حينها أنك على درجة أقل منه وليس لديك قدرة على قول شىء لأن هناك من يفوقك، لكن هذه خرافة عليك عدم تصديقها.

رابعاً:- تعلم كيف تبدو كشخص إجتماعى.

من أهم الأشياء التى تحفزك على التغلب على خجلك هو دعم الأخرين لك، وابرازهم لجوانب شخصيتك المحببة وتشجيعك على ذلك، فإن شعورك بأن الأخرين يقدرونك ويستمتعون برفقتك شيئاً مهماً لذا هناك مفاتيح تستخدمها لذلك منها.

  • الإبتسامة أهم مفتاح لقلب البشر، إرسم إبتسامة بسيطة وليست متكلفة على وجهك خاصة عند المقابلات الأولى، تستطيع أن تدرب نفسك على ذلك يومياً أمام المرآة.
  • تحدث بصوت مسموع واضح، لابد أن تحاول الا تُجهد الناس وتجعلهم يعانوا حتى يسمعوا ويفهموا ماتقول، احرص على أن تكون طبقة صوتك مسوعة للجميع.
  • إحرص على تبادل الأسئلة مع الناس، لاتكتفى فقط بأن ترد وتتحدث عن نفسك، إن إدراكهم انك تريد ان تعرف المزيد عنهم يشعرهم باهميتهم ومن ثم يزيد تقديرك لديهم وإهتمامهم بك وحرصهم على تواجدك الدائم، وابتعد عن الأسئلة مختصرة الإجابات مثل نعم أو لا، لانها سبيل لإنهاء الحوار بسرعة.

خامسا:- لاتراقب نفسك طول الوقت.

إن حسابك لكل كلمة وكل فعل تقوم به سيفقدك التلقائية وسيجعلك تبدو متصنعاً، أنت تهتم لحكم الاخرين عليك ولكن تأكد انهم لايراقبوك طول الوقت ويصدرون عليك الاحكام، إطلق لنفسك العنان لتكون على طبيعتها وتبرز نواحيها الجمالية، عليك معرفة الفرق بين التلقائية والحماقة، ولكن عليك أيضاً أن تفك القيد الذى تفرضه على نفسك قليلاً فنحن فى النهاية بشر، والتلقائية أفضل من الجمود.

اذاً قد منحت الآن خجلك قليلاً من الراحة وصار عليك إتخاذ خطوات تبرز الجوانب الإيجابية والمحببة من شخصيتك وتسهل عليك الإندماج، ومنها الآتى:-

أولاً:- تدرب على الموقف أو المكان الذى ستذهب اليه.

رتب أفكارك حول ما أنت ذاهب اليه، هل هو مقابلة عمل او مقابلة شخصية، أو تلبية دعوة الى حفل ما، إختار الزى المناسب للمكان والموقف والذى يجعلك تبدو مرتاحاً، تدرب قبل أن تخرج من منزلك على طريقة الحركة والكلام وكيف ستعرف نفسك للجميع.

ثانياً:- اعطى إهتماماً لمن يحدثك.

لابد أن يشعر الآخرين بتقديرك لهم، لذا لاتحاول أن تلهو أثناء حديث أحدهم معك، النظر فى هاتفك أو تحويل عينك عن من يُحدثك او عدم الإنصات الجيد سبيلك للعودة الى العزلة من جديد، بل عليك مشاركة الحديث برأى وسؤال وفكرة ليشعر الأخر انك تتواصل معه بشكل جيد.

ثالثاً:- اقرأ أكثر تصبح متحدثاً لبقاً.

ليس مطلوباً منك أن تعرف كل الأشياء، لكن معرفة شىء واحد عن أشياء كثيرة مهم للتواصل مع الأفكار والثقافات المختلفة للناس.

رابعاً:- إبحث عن من يشاركونك إهتماماتك.

البحث عن أصدقاء يكون لهم نفس إهتمامك وسيلة جيدة للتعارف، فبذلك سيكون من السهل أن تتقابلوا بشكل دورى لمناقشة أشياء تحبوها أو ممارسة هوايات تشبع شغفكم، أنها وسيلة جيدة لأضافة دائرة واسعة من الصداقات الى عالمك.

اذا لم يعد الخجل بالشىء المريع الذى تشعر انك لاتستطيع التغلب عليه، كثيراً من التمرين والصبر وقواعد المعاملات تجعل منك شخصاً محبوباً وإجتماعياً وتمنحك حياة مفعمة بالتفاصيل المبهجة.

 

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->
%d مدونون معجبون بهذه: