crossorigin="anonymous">

ماهى أنواع الخوف ؟ وكيف تتغلب عليه؟

 

هل الخوف والحياة وجهان لعملة واحدة؟ فالحياة مسار طويل نتبعه ونجمع من خلاله كل الأشياء التى نحبها وكلنا خلال الرحلة نخاف أن نفقد كل ماجمعناه، فلو قدمنا الخوف على الحياة هل كنا سنتقدم خطوة للأمام؟ بالطبع لا.

كلنا بشر وكلنا مررنا بالخوف، كنا أطفالاً نخاف من الظلام و نخاف من سهو أبوينا عنا، نخاف الحديث مع الغرباء، وصرنا كباراً نخاف الفشل نخاف الرفض نخاف الفقد وألا تنتهى بنا الحياة إلى مانريد، إذاً ما من بشر على الأرض إلا واختبر هذا الشعور ولكن هناك من إستسلم له وهناك من تعداه. وفى هذا يقول الفيلسوف برتراند راسل “الخوف هو المصدر الأساسي للخرافات، وأحد أهم مصادر القسوة، لذا فالإنتصار على الخوف هو بداية الحكمة”

فما هى أنواع الخوف؟

الإنسانية كلها مشتركة فى العديد من المشاعر وربما مشاعر الخوف هى من أكثر الأشياء التى يتحد فيها البشر ويتشابهوا، واليكم هنا بعض أنواع الخوف التى يشعر بها الناس جميعاً:-

1 – الخوف من الموت.

ولكن الحقيقة تقول إننا ولدنا وسنموت ولا فرار من ذلك والخبر السىء أن المقاومة لن تفيد، لكن التفكير المستمر فى الموت والخوف منه هو مضيعة للحياة بأكملها، فالحياة فرصة لابد من إغتنامها.

والخوف المفرط من الموت وخاصة الموت فى سن  مبكرة هو من أكثر الأشياء التى تنعكس سلباً على حياة الإنسان، وهى تودى به إلى مفاهيم غير بناءة كانعدام الجدوى من الحياة، وانعدام المعنى، وتلك المعانى اذا وصل اليها الانسان لهى اقرب وسيلة لانهيار كل خطواته فى الحياة. الطريقة الوحيدة للتعامل معها هى الإيمان بأن الذهاب الى الموت حقيقة ولكن علينا الذهاب اليه بسلام وبهدوء وهذه هى قمة الحكمة.

2 – الخوف من الرفض أو الفشل.

وهى من أكثر الصراعات التى يمر بها الإنسان، لأنه يريد دائماً أن يصير محبوباً وناجحاً ومفضلاً لدى الجميع، لذلك دوافعه للخوف من أن يرفضه الناس يجعله فى حيرة من أمره، هل يرفضوه لشىء سلبى فيه عليه تغيره، أم يرفضوه لانه لا يشبههم وبالتالى يحاول إرضاء الجميع حتى يصبح مثلهم وينتمى اليهم، لذا فخوف الإنسان من نبذ الأخرين له لاختلافه يؤدى به إما التنازل لإرضاء جميع الأطراف وهذه غاية لاتدرك، أو البعد عنهم وتفضيل العزلة والوحدة وعدم المحاولة.

3 – الخوف من الإلتزام.

أو بمعنى اصح الخوف من اتخاذ قرارت لايمكنا التراجع فيها، ونشعر ساعتها بأننا عالقين لانستطيع الحركة، ولكن هذا الخوف يكمن فى عقلنا فقط ، وعلينا أن ندرك إننا غير مُلزمين فى الإستمرار فى أى شىء يسبب لنا المعاناة.

4 – الخوف من المجهول.

هو بمثابة حديث من العقل يوجهه الينا ويقول انه لايستطيع التعامل مع شىء يجهله، وإن كان علينا التحرك للأمام فلابد من معرفة ماينتظرنا حتى نستطيع التعامل معه.

و فالحياة لاتخلو من الصراع مع كل تلك الاشياء، أما السبيل لتخطى ذلك هو التحرر من الخوف والتعامل معه بشكل إيجابى.

والتحكم فى الخوف يبدأ من العقل، أو كما يقول الحكيم بوذا ” أنك لاتستطيع التحكم فى كل الاحداث، لكن ببساطة التحكم فى عقلك هو سبيلك للتحكم فى كل شىء“.

 بعض الأشياء التى تساعد على تحويل طاقة الخوف والتحكم بها:-

أولاً:- الوعى.

عليك قبل البداية فى محاولة التغلب على مخاوفك أن تعلم أن الخوف كان سبيلك لخسارة أشياء كثيرة، وانك إن لم تدرك ذلك فلن تجدى محاولات المقاومة، وعليك بعد ذلك أن تعرف أن كل الأشياء التى بنت مخاوفك لم تكن الا مجرد تجارب مرت عليك.

ثانياً:- تحديد نوع خوفك بالظبط.

إقترب من الصورة اكثر وحدد لعقلك بالتفاصيل، اسأل مالذى يخفيك؟ ما الأشياء التى سببت لك الخوف؟ راقب نفسك من الخارج حتى تنقل الصورة صحيحة.

ثالثاً:- التنشيط الذهنى المستمر للمخ.

ويعنى ذلك أن تقوم  بإعادة بناء الشعارات والأفكار داخل ذهنك وربط ذلك بالأشياء المحفزة، وان تقوم بذلك بشكل مستمر وبلا توقف، و تستخدم أشياء تساعدك على قطع الحوار السلبى الذى تتبادله من داخلك حول مخاوفك، الكتب من أكثر الأشياء المساعدة على ذلك، لاتعطى لعقلك فرصة للركود وأستعادة الأشياء المُحبِطة التى إكتسبها ومن ثم إرجاعك لمخاوفك بل حاوطه بالنشاط والحركة والحافز.

رابعاً:- لابد أن يكون لك خطة مفصلة لما تريد.

لمواجهة خوفك من الفشل والمجهول عليك إذا تحديد خطواتك بالفعل، لاتترك الأمور باهتة المعالم ومطلقة لأنك بذلك تسهل على الخوف السيطرة عليك حين لاتتضح الصورة أمامك، لذلك لابد أن يكون لديك خطة واضحة المعالم ومكتوبة التفاصيل حتى تبدأ السعى اليها خطوة تلو أخرى. وكلما تحقق إنجازاً ولو صغيراً ستقلل من وطأة الضغط عليك وتقل مخاوفك تباعاً.

خامساً:- أفعل شيئاً تخاف منه كل يوم.

أخرج من دائرة الأمان ولا سبيل لك غير ذلك، إن حساب مخاوفك يصيبك بالشلل لذا عليك تجربة ماتخافه، لاسبيل لديك الا ترك مساحة الراحة التى تشعرك بالأمان وتبديلها بمساحة المحاولة والمعاناة، تخيل نفسك مثلاً أنك تخاف الحديث مع الغرباء، فكيف تتخلص من ذلك؟ ببساطة فلتكن عادة لديك إنزل يومياً وتتحدث مع شخص واحد لاتعرفه، بذلك ستنمو تدريجياً لديك الشجاعة على مواجهة الأشياء التى تخاف منها وستجد انك تستطيع تحديها وستنكسر الأسوار الوهمية التى قمت ببنائها حول ذاتك.

فى النهاية لابد ان تعترف أن الخوف هو عدو الإنسان الأكبر على الأرض لكن محاولة التغلب عليه تحتاج الى جهد وبذل ومثابرة حتى لايتملك الحياة ويسرقها ويمنعها عن الوصول الينا.

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->
%d مدونون معجبون بهذه: