crossorigin="anonymous">

كيف تجعل من اللعب سبب لبهجتك وفرحتك؟

هذه الحياة بكل تفاصيلها المعقدة ربطت الجميع بدائرة طويلة من المتطلبات والأهداف، الكل يسعى لتحقيق النجاح المعنوى والعلمى والمادى، الكل يريد أن تكتمل كل أركان حياته ولاينقصها شىء، صار الإنسان كالقطار يسير بخط مستقيم وبأقصى سرعة ليصل إلى وجهته، ولكن هل القطار سعيد؟ هل بحياته قدر من البهجة؟ ربما لانريد الإجابة من القطار ذاته، بل من الإنسان الذى ينسى أن البحث عن البهجة لابد أن يكون جزء من نجاحه وطموحه. وفى هذا المقال تحدثنا “راندى بوش” عن تجربتها مع البهجة وكيف وجدتها وترسم لنا الأشياء التى تساعدنا على ايجادها وهذا ماقالته:-

منذ عدة أشهر ذهبت انا ومجموعة من الأصدقاء لحفل عيد ميلاد وقمنا فى هذا اليوم بالعديد من الأشياء المرحة، أقمنا حفل شواء وتجاذبنا أطراف الحديث، ولعبنا بالعديد من الألعاب.. وبعد عودتى إلى المنزل أخبرت زوجى بأنى شعرت بالكثير من المرح فى هذا اليوم، وبعدها اخذت أفكر فى هذا الأمر لعدة أيام.
فكرت فى الايام الطويلة التى كنت أقابل فيها الناس او أُلبى الدعوات لحضور أى حفل او أذهب الى أى مكان وفى النهاية لا أشعر بالبهجة، مالسبب فى ذلك؟ كان السبب بسيطاً هو انى كنت أفعل كل الأشياء ولكن داخلى قلق كبير، قلق حول العمل والمستقبل، قلق حول الأشياء التى لابد من إنجازها وقلق حول الأشياء التى أسعى لأن اتمها على اكمل وجه، وقلق فى إنتظار النتائج.
صار العمل هو شاغلى الشاغل طول الوقت، وخاصة بعد ان قمت بتأسيس عملى الخاص وأصبحت كل ثانية فى حياتى ملكاً لما أريد تحقيقه، كان من الرائع فعلاً ان احقق النجاح فى العمل الذى أحب، لكنى إكتشفت انى لم اعد أشعر باللحظات التى كان عليها ادخارها لنفسى من اجل العمل، وانى أضعت علىَّ فرصاً كثيرة كانت سوف تمنحنى قدراً من السعادة والبهجة.
أعرف انى لست الوحيدة التى تكافح من اجل عملها وان هناك الكثيرين غيرى يفعلون ذلك، ولكن الا تستحق البهجة ان نكافح أيضاً للحصول عليها، ان نقضى وقتاً دون النظر إلى ساعاتنا، ان نضحك من القلب كما الأطفال، ان نقضى لحظة بعيداً عند جدول اعمالنا المكتظ دائماً، اعتقد ولأننا بالغين فإن لدينا القدرة على تغيير الأشياء، وهذا ماجعلنى امتلك الشجاعة الكافية لأذهب واشترى الطباشير الملون واقضى يوماً باكمله فى الرسم لا لشىء سوى لأشعر بالبهجة.

كيف تجعل من اللعب سبب لبهجتك وفرحتك

أولاً:- تحديد الأشياء التى تشعرنى بالسعادة

أول شىء شعرت به هو أنى فى حاجة إلى تحديد الشىء الذى يسعدنى، ربما يبدو هذا سخيفاً لكنى حين أدركت أنى لا أعرف كيف العب عرفت كيف أحدد وجهتى،
أولاً:- ذهبت الى محل لألعاب الأطفال.
ثانيا:- ذهبت الى متجر يبيع بعض الأدوات الفنية.
ثالثاً:- ذهبت إلى ركن الأطفال فى المكتبة.
رؤية الاطفال وطرق تدفق السعادة اليهم من خلال هذه الألعاب الهمنى، بالطبع انا لا اطلب من الجميع أن يفعل مثلى، لكن لا مانع من تدوين الأشياء التى تسعدك ومن ثم تبدأ فى إحضار ادواتها لديك، لايوجد قواعد لذلك لكن الذهاب الى مناطق تعتقد انك قد تجد فيها مساحتك الخاصة من البهجة سيساعدك، بالنسبة الى فالقراءة تصيبنى بالملل، لكن البعض يحبها، لذا البحث داخلك وداخل مراحل طفولتك عن الأشياء التى تحبها سيساعد على معرفة وتحديد مصدر السعادة عندك.

ثانياً:- حدد فى جدول المهام وقتاً للمرح.

هل يقوم أحد عاقل بتحديد وقتاً للعب؟ نعم.. وبالذات الناس الذين لايلعبون ولايمرحون أبداً، عن نفسى قمت بتحديد مساء يوم الأحد للَّعب فقط ولاشىء سواه، وضعت ذلك فى جدول أعمالى، وعرفت أنى لو لم أجبر نفسى على القيام بهذا فلن أفعله، لذا كان لابد من القيام بالأمر واقناع ذاتى باهميته، ولربما فضلت القيام ببعض الأعمال المنزلية على انها لوناً من اللعب.
إن هؤلاء الذين يمرحون يمنحون لنفسهم قدرة أكبر على الابداع، لأنهم يقللون التوتر والضغط العصبى الناتج عن مشقة العمل، وبالتالى تصبح قدرتهم على تنمية إبداعهم عالية ، لكن هنا دعونا لانقول أننا نلعب لتخفيف التوتر وحدة القلق ونصير مبدعين، لكننا نلعب لأننا نحب اللعب ونحتاج إلى المرح وهذا يكفى.

ثالثاً:- إبدأ اللعب وتوقف عن الحكم على نفسك.

أعرف انه بمجرد ان تبدأ فى اللعب فإنك ستتوقف بعد 20 دقيقة وستحاول ان تقول لنفسك مالذى تفعله؟ وستشعر بالاحراج اذا ما شاهدك أحدهم تلهو، ولكن تاكد انك إن فعلت ذلك فستكون مُلهماً للاخرين، وسيقولون بعدها “يبدو ان هذا مسلى” ، واذ انتهيت من لعبة ما وشعرت بالسعادة فقم بإضافة المزيد والمزيد فى قائمتك من الألعاب المحببة اليك.

رابعاً:- بعد عدة اسابيع إدعو الاخرين لكى يلعبوا معك.

المرح ليس شأناً شخصياً تقوم به وحدك، انه شىء يتشاركه الجميع ويحبون القيام به سوياً، وفى البداية كنت منطوية ولكن مع مرور الوقت صرت مثلاً أذهب لشراء الألعاب مع بعض الأصدقاء، او اقوم بالتلوين معهم، وقد اقترحت عليك الأنتظار عدة أسابيع حتى تتاكد فعلياً من الألعاب التى تحبها وتريد ان يقوم بها الأخرون معك، وستكمن المتعة الاكبر عند إكتشافكم انكم تستطيعون خلق شيئاً جديداً سوياً.
بعد ان عُدت لممارسة الألعاب اكتفشت انى صرت قادرة تكوين صداقات جديدة بشكل أسرع،وشعرت بالراحة الكبيرة حين صرت نفسى دون قيود، ان إستدعاء الطفل داخلك لهو شىء يجعلك اكثر راحة واكثر حيوية واكتمالاً مهما كان عمرك.

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->
%d مدونون معجبون بهذه: