crossorigin="anonymous">

عزز قوة عقلك: 7 أسرار لتحفيز دماغك وتحسين صحتك العقلية

في حديثها الملهم خلال فعالية TEDxBayArea، شاركت الدكتورة ساندرا بوند تشابمان رحلتها الطويلة لفهم الدماغ وتحسين صحته. بدافع لقاء غير متوقع مع طفل استثنائي يدعى “برايان”، انطلقت في مهمة لاكتشاف الإمكانيات الهائلة للعقل البشري. استنادًا إلى خبرتها التي تمتد لأكثر من 30 عامًا كعالمة في مجال الدماغ، تقدم لنا سبع استراتيجيات مدعومة علميًا لتحفيز الدماغ والحفاظ على صحته طوال الحياة.


نقطة التحول: من حلم أن تكون رائدة فضاء إلى عالمة دماغ

بدأت رحلة الدكتورة تشابمان بحلم شخصي بأن تصبح رائدة فضاء. ولكن، لقاءها مع “برايان”، طفل يبلغ من العمر 11 عامًا ومصنف على أنه “متأخر عقليًا بشدة ويعاني من التوحد”، غيّر مسارها تمامًا. قدرة “برايان” على حل المشكلات المعقدة، مثل إصلاح جهاز تسجيل خلال دقائق، تحدت تشخيصه وكشفت عن الإمكانيات الكامنة في الدماغ. كان هذا اللقاء مصدر إلهام دفعها لتكريس حياتها لعلم الدماغ بهدف اكتشاف كيفية إطلاق العنان للقدرات الهائلة بداخلنا.


الأسرار السبعة لتحفيز الدماغ

1. أداء مهمة واحدة: التركيز لتحقيق النجاح

في عالم اليوم السريع، يبدو تعدد المهام أمرًا ضروريًا. ولكن، أدمغتنا ليست مصممة لذلك. عندما نحاول القيام بعدة مهام في وقت واحد، تنتقل عقولنا بسرعة بين المهام، مما يقلل الأداء ويزيد التوتر. تؤكد الدكتورة تشابمان على قوة التركيز على مهمة واحدة في كل مرة لتحسين الإنتاجية الذهنية وتقليل الإجهاد.

تشير الدراسات إلى أن تعدد المهام يؤدي لزيادة هرمونات التوتر ويقلل الإنتاجية بنسبة تصل إلى 40%. أظهرت دراسة في جامعة ستانفورد أن الأشخاص الذين يعتادوا تعدد المهام بشكل متكرر يعانون من تشتت وصعوبة في التركيز عن الذين قاموا بمهمة واحدة.

2. تصفية المعلومات: تعلم كيفية الفلترة

مع توفر كمية هائلة من المعلومات اليوم أكثر بـ 200 مرة مما كانت عليه قبل 20 عامًا، نحن غارقون بالبيانات. الأفراد الأكثر نجاحًا ليسوا من يحتفظون بأكبر قدر من المعلومات، بل من يتمكنون من حجب التشويش والتركيز على الأمور المهمة فقط. تصفية المعلومات تساعد دماغك على التركيز والتفوق.

يشير تقرير من الجمعية الأمريكية لعلم النفس إلى أن الانغماس في المعلومات الزائدة قد يؤدي إلى “إرهاق القرار”، مما يضعف قدرتنا على اتخاذ قرارات جيدة وفعالة.

3. التخلص من المشتتات: إدارة التكنولوجيا

التكنولوجيا قد تكون أداة مفيدة أو فخًا. فبينما تصلنا بمصادر غنية، فإنها أيضًا تشتت انتباهنا. تشدد الدكتورة تشابمان على ضرورة التحكم في استخدام التكنولوجيا عبر تقليل الانقطاعات وإنشاء فترات عمل مركزة. هذا التخلص من المشتتات يعيد التوازن العقلي ويعزز القدرة على التفكير العميق.

يُنصح باستخدام أدوات لتقليل وقت التكنولوجيا وتحديده وتركيز العمل مثل استخدام تقنية بومودورو للتركيز خلال فترات قصيرة مع فواصل من الراحة.

4. التفكير الكبير: تعزيز الإبداع

يتضمن التفكير في الأفكار الكبيرة جمع المعرفة، تفسير الرسائل، وربط الأفكار المختلفة. هذا النوع من التفكير يعزز الذاكرة والإبداع واتصال الخلايا العصبية. وتشبهه الدكتورة تشابمان بالتمارين الرياضية للعقل، مما يجعله أكثر مرونة وقوة.

أظهرت الأبحاث أن ممارسة التأمل الذهني (Mindfulness) يساهم في تحسين القدرة على التفكير التحليلي والإبداعي.

5. معايرة الجهد: تحقيق التوازن في الطاقة الذهنية

معايرة الوقت والجهد الذي تبذله في المهام أمر حيوي. توصي الدكتورة تشابمان بالتركيز على ما وصفته ب “الأفيال” – المهام المهمة والثقيلة – عندما يكون دماغك في ذروته، والذي يكون غالبًا خلال أول ساعتين من اليوم. تجنب إهدار الطاقة العقلية على “الأرانب”، أو المهام البسيطة، خلال فترات الإنتاجية العالية.

وجد الباحثون في جامعة تكساس أن الأشخاص الذين يخططون يومهم بناءً على ذروة طاقاتهم العقلية يحققون إنجازات أكثر بنسبة 20٪.

6. الابتكار: تبني التجديد

يحب الدماغ الإبداع. الانخراط في أنشطة إبداعية يحفز نمو الخلايا العصبية ويكافح الركود الذهني. تشجع الدكتورة تشابمان على الابتكار في المحادثات والمهام اليومية لإبقاء الدماغ نشيطًا ومتجددًا.

ممارسة الأنشطة الإبداعية مثل الرسم أو الكتابة الحرة ثبت أنها تحسن الاتصال العصبي وتعزز السعادة.

7. التحفيز: القوة الدافعة

التحفيز هو الوقود الذي يدفع إمكانياتنا. بينما تحدد الموهبة الإطار، يدفع التحفيز العمل. توضح الدكتورة تشابمان كيف يمكن للابتكار أن يعزز التحفيز، مما يطلق الدوبامين في الدماغ ويحسن سرعة التعلم. عبر جعل المهام أكثر إثارة وذات مغزى، يمكننا إشعال الدافع لتحقيق المستحيل.

الدوبامين، الناقل العصبي المرتبط بالدافع، يزداد إفرازه عندما نحقق إنجازات صغيرة، مما يحفزنا لتحقيق أهداف أكبر.


العقل: أعظم مسؤولياتك

تؤكد أبحاث الدكتورة تشابمان على قوة التحكم في صحة العقل. وتذكرنا بأننا نحن السائقون والميكانيكيون لعقولنا – أقوى محرك في العالم. من خلال تطبيق هذه الاستراتيجيات السبع، يمكننا ليس فقط الحفاظ على وظائف الدماغ بل تعزيزها، مما يضمن حياة أكثر صحة وإشباعًا.

إلى جانب نصائح تشابمان، تبرز أهمية النظام الغذائي المتوازن، النوم الكافي، وممارسة الرياضة البدنية بانتظام في تحسين صحة الدماغ. وفقًا لدراسة نشرت في مجلة Nature Neuroscience، فإن النشاط البدني يعزز نمو خلايا الدماغ ويحسن الذاكرة.


خذ التحدي

عقلك هو أعظم أصولك. لا تتكاسل عن الإهتمام به. طبق هذه الأسرار السبع لتحفيز دماغك وإطلاق الإمكانيات الاستثنائية بداخلك. مع عقل صحي، يمكنك مواجهة التحديات، الابتكار بجرأة، والعيش باستغلا أقصى قدراتك. كما تقول الدكتورة تشابمان: “بدون صحة العقل، لن تكون هناك صحة حقيقية.”

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->