crossorigin="anonymous">

الدفاعات النفسية العشرة الأكثر استخدامًا ولماذا نستخدمها

الدفاعات النفسية هي آليات لا شعورية يستخدمها العقل البشري لحماية الشخص من الأفكار والمشاعر المؤذية  مثل القلق، الخوف، الذنب، أو الخزي. هذه الآليات تساعدنا على التعامل مع الضغوطات اليومية والصدمات النفسية، ومشاكل العلاقات، لكنها قد تكون سلاحًا ذا حدين. فعلى الرغم من فائدتها في تقليل الألم النفسيعلى المدى القصير، إلا أن الاعتماد المفرط عليها قد يعيق تطور الشخصية وقد يقود لمشاكل نفسية أعمق. لذا فمن الهام فهمها ومعرفة تصرفاتك التي تقع تحت آلية دفاعاتك النفسية.

من حيث درجة النضج النفسي ودرجة التكيف مع الضغوط تنقسم الدفاعات النفسية، ومستوى تطور الفرد في تعامله مع التوترات والمشاعر السلبية إلى:

الدفاعات النفسية البدائية أو الأقل تطورًا

هذه الدفاعات تُستخدم عندما يكون الشخص غير قادر على مواجهة المشاعر أو المواقف الصعبة بطريقة ناضجة. غالبًا ما تكون هذه الآليات مرتبطة بمستويات أدنى من الوعي أو القدرة على التفكير النقدي، وقد تظهر في الأوقات التي يكون فيها الفرد ضعيفًا أو غير قادر على التعامل مع المواقف العاطفية بشكل ناضج.

الدفاعات النفسية الأقل بدائية أو متوسطة النضج

هذه الدفاعات تُظهر تطورًا أكبر مقارنة بالدفاعات البدائية، وتسمح للفرد بالتعامل مع مشاعره بشكل أكثر تكيفًا، لكن قد تظل هذه الآليات غير كافية أو قد تسبب مشاكل إذا استخدمت بشكل مفرط.

الدفاعات النفسية الناضجة

تُعتبر الدفاعات الناضجة الأكثر تكيفًا وفعالية. فهي تُتيح للفرد التعامل مع التوترات النفسية والمشاعر السلبية بطريقة صحية ومتوازنة. الأشخاص الذين يستخدمون الدفاعات الناضجة يكونون أكثر قدرة على التكيف مع الضغوطات الحياتية والنمو الشخصي.

الدفاعات النفسية العشرة الأكثر استخدامًا، ونناقش أسباب استخدامها وتأثيراتها على حياتنا:

 ١. الكبت “Repression”

الكبت هو آلية دفاع نفسية يستخدمها العقل الباطن لإبعاد الأفكار أو الذكريات المؤلمة أو الصادمة عن الوعي، بحيث تصبح غير متاحة للتذكر الواعي. يتم ذلك بشكل غير إرادي، حيث يعمل العقل على دفع هذه الأفكار إلى أعماق العقل الباطن لحمايتنا من التأثيرات النفسية السلبية التي قد تسببها تلك الذكريات. هذا يتيح للأفراد أن يتجنبوا القلق أو الألم الناتج عن تذكر أحداث صعبة أو مواقف محبطة.

لماذا نستخدمه؟

الكبت يُستخدم كآلية دفاعية لحماية الذات من التعامل المباشر مع الذكريات أو التجارب المؤلمة التي قد تكون صعبة جدًا على الشخص مواجهتها. فعندما يواجه الفرد حادثًا مؤلمًا أو صدمة نفسية، قد يعمل العقل على دفع تلك التجربة بعيدًا عن الوعي لتجنب تأثيرها العاطفي الشديد، مما يسمح له بمواصلة الحياة اليومية بشكل طبيعي دون أن يتأثر بشكل كامل.

على سبيل المثال، قد ينسى الشخص حادثًا صادمًا أو تجربة قاسية مر بها في طفولته لأن العقل الباطن يعتبر أن تذكر تلك التجربة قد يسبب له ألمًا نفسيًا غير قابل للتحمل. بهذه الطريقة، يتمكن الشخص من الاستمرار في حياته اليومية دون الانشغال بمشاعر سلبية قد تكون محطمة.

٢. الإنكار “Denial”

الإنكار هو آلية دفاع نفسية يقوم فيها الشخص برفض قبول الواقع أو الحقائق المؤلمة التي قد تكون صعبة أو شديدة على المستوى العاطفي. بدلاً من مواجهة الحقيقة المؤلمة، يميل الشخص إلى تجاهلها أو إنكار وجودها، وهو ما يساعده على تجنب الشعور بالألم أو القلق الفوري. قد يظهر الإنكار في العديد من المواقف الحياتية مثل رفض الاعتراف بمشكلة صحية خطيرة أو إنكار تأثير مشكلة اجتماعية أو عاطفية.

على سبيل المثال، قد ينكر شخص مدمن على الكحول أن لديه مشكلة مع الكحول بالرغم من أنه يعاني من تأثيراته السلبية على صحته وعلاقاته. كذلك، قد ينكر شخص آخر تشخيصًا طبيًا خطيرًا مثل السرطان، ويرفض أن يتقبل الواقع خوفًا من أن يواجه الألم النفسي المصاحب لذلك.

لماذا نستخدمه؟

يُستخدم الإنكار في كثير من الأحيان كطريقة للتعامل مع المواقف الصادمة أو التحديات التي تكون شديدة على الشخص في البداية. على سبيل المثال، عندما يواجه الشخص فقدانًا مفاجئًا لشخص عزيز أو عند تلقيه خبرًا مفجعًا مثل مرض عضال، قد يكون الإنكار هو الوسيلة الوحيدة التي تساعده على تقبل الموقف بشكل تدريجي. العقل يحتاج أحيانًا إلى وقت قبل أن يكون قادرًا على التعامل مع مثل هذه الحقائق الصادمة، وبالتالي يوفر الإنكار فترة “راحة” حتى يصبح الشخص أكثر استعدادًا لمواجهة الواقع.

٣. الإسقاط “Projection”

الإسقاط هو آلية دفاع نفسية يقوم فيها الشخص بنسب مشاعر، أفكار، أو رغبات غير مرغوب فيها إلى شخص آخر. بدلاً من الاعتراف بتلك المشاعر أو الأفكار السلبية في نفسه، يُحَمّل الشخص الآخر المسؤولية عنها. يعد الإسقاط أحد أعمق وأشهر آليات الدفاع النفسية التي يتم استخدامها من أجل حماية الذات من التهديدات الداخلية، مثل مشاعر القلق أو الضعف.

على سبيل المثال، قد يشعر شخص بالغيرة من صديقه بسبب نجاحه المهني، ولكن بدلاً من مواجهة هذه المشاعر السلبية والاعتراف بها، يتهم الصديق نفسه بالغيرة منه. هذا يخفف من الشعور بالذنب أو العجز الذي قد يطرأ نتيجة تلك الغيرة، ويسمح للفرد بتجنب مواجهة حقيقة مشاعره السلبية.

لماذا نستخدمه؟

الإسقاط يُستخدم كوسيلة لتجنب مواجهة مشاعر سلبية أو أفكار غير مرغوب فيها التي قد تؤثر على الصورة الذاتية للفرد. فعندما يشعر الشخص بشيء مؤلم أو غير مقبول داخليًا، مثل الغضب، الغيرة، أو حتى الرغبات الدفينة التي قد تتعارض مع قيميته الشخصية، يفضل في كثير من الأحيان أن ينسب هذه المشاعر إلى الآخرين بدلًا من الاعتراف بها.

٤. التبرير “Rationalization”

التبرير هو آلية دفاع نفسية يتم من خلالها تقديم أسباب منطقية أو مقبولة اجتماعيًا لتفسير سلوكيات أو مشاعر غير مقبولة أو غير مرغوب فيها، بهدف تخفيف الشعور بالذنب أو الخزي. في هذه العملية، يقوم الشخص بتقديم تفسيرات قد تكون موضوعية أو معقولة، ولكنها لا تعكس الحقيقة الكاملة للأسباب الفعلية التي أدت إلى حدوث السلوك أو الشعور. يتيح التبرير للفرد التخفيف من التوتر النفسي الناتج عن شعور بالذنب أو إحساس بالعار نتيجة لأفعاله.

على سبيل المثال، قد يبرر شخص فشله في امتحان بأنه لم يكن مستعدًا بسبب صعوبة الأسئلة، بدلاً من الاعتراف بأنه لم يخصص وقتًا كافيًا للدراسة. أو قد يبرر شخص تصرفًا غير لائق في العمل بأن “الظروف كانت صعبة جدًا” أو أن “الجميع كان يتصرف بنفس الطريقة”، بدلاً من قبول مسؤوليته الشخصية عن تصرفاته.

لماذا نستخدمه؟

يستخدم التبرير في الغالب لتقليل الألم النفسي المرتبط بمواجهة الحقيقة المرة أو الاعتراف بالخطأ. عندما لا يستطيع الشخص قبول فشله أو سلوكه السلبي، يلجأ إلى تقديم تفسيرات قد تكون أكثر قبولًا اجتماعيًا أو مقبولة داخليًا، لكي يحافظ على صورته الذاتية ويحميها من الانهيار. في بعض الحالات، يساعد التبرير الأفراد في الحفاظ على احترامهم لذاتهم، خاصة إذا كانوا يشعرون بأنهم فقدوا السيطرة على المواقف أو ارتكبوا أخطاء قد تكون محط انتقاد.

التبرير أيضًا يساعد الشخص في التعايش مع مشاعر الفشل أو العجز دون أن يتسبب ذلك في ضرر نفسي عميق. فهو يخلق شعورًا زائفًا بالسلام الداخلي ويمنع الشخص من مواجهة الحقائق المزعجة بشكل مباشر، مما يسمح له بالاستمرار في حياته اليومية دون الشعور بالخزي أو الذنب.

٥. النكوص “Regression”

النكوص هو آلية دفاع نفسية يقوم فيها الشخص بالعودة إلى سلوكيات أو ردود أفعال كانت سائدة في مرحلة الطفولة عند مواجهة مواقف ضاغطة أو تحديات عاطفية. هذه السلوكيات قد تتضمن البكاء المفرط، التهيج والغضب، أو حتى التصرفات التي تشير إلى الحاجة إلى العناية والاهتمام، مثل التمسك بالأشياء أو الأشخاص بشكل غير مبرر. يُعد النكوص بمثابة هروب إلى مرحلة أقدم من التطور النفسي حيث كان الشخص يشعر بالأمان والراحة تحت رعاية والديه أو المحيطين به.

على سبيل المثال، قد يظهر شخص بالغ سلوكًا طفوليًا مثل البكاء بشكل مفرط أو تصرفات عدوانية عندما يواجه موقفًا صعبًا في العمل أو في العلاقات الاجتماعية. قد يكون هذا التصرف بمثابة محاولة للعودة إلى مرحلة كان فيها الشخص غير مسؤول عن حل المشكلات، وكان يتلقى الدعم بسهولة.

لماذا نستخدمه؟

النكوص يُستخدم عادة كآلية دفاعية للحد من القلق والضغوطات التي يمكن أن تكون ثقيلة أو مزعجة. في الأوقات التي يواجه فيها الفرد تحديات لا يستطيع التعامل معها بمفرده، قد يشعر بأن العودة إلى سلوكيات الطفولة ستوفر له الراحة النفسية التي يحتاجها. في تلك المرحلة، كانت الأمور أكثر بساطة وكان الشخص يعتمد على الآخرين من أجل حماية وراحة عاطفية. من خلال العودة إلى هذه السلوكيات، يشعر الشخص كما لو أنه يجد ملاذًا آمنًا من ضغوط الحياة اليومية.

على سبيل المثال، إذا كان شخص بالغ يعاني من صعوبة في التعامل مع الخسارة أو الفشل، قد يبدأ في إظهار سلوكيات مثل التمرد أو الغضب كما كان يفعل في صغره عندما كان يواجه صعوبة في التعامل مع مشاعر الإحباط. يمكن أن يكون هذا بمثابة وسيلة للهروب من الواقع المؤلم وإعادة الشعور بالأمان أو السيطرة.

٦. الإزاحة “Displacement”

الإزاحة هي آلية دفاع نفسية يتم فيها تحويل المشاعر السلبية مثل الغضب، الخوف، أو الإحباط من شخص أو موقف يمثل تهديدًا مباشرًا إلى شخص أو شيء أقل تهديدًا أو أكثر أمانًا. بمعنى آخر، بدلاً من التعبير عن هذه المشاعر تجاه المصدر الأصلي للمشكلة (الذي قد يكون غير مناسب أو محفوف بالعواقب)، يقوم الفرد بتوجيهها إلى شخص آخر أو شيء آخر لا يشكل تهديدًا له. هذه العملية تتيح للشخص تفريغ مشاعره السلبية بطريقة غير مباشرة، مما يوفر له نوعًا من “الراحة” النفسية مؤقتًا.

على سبيل المثال، قد يشعر شخص بالغ بالغضب تجاه مديره في العمل بسبب تصرفات غير عادلة أو ضغوطات مهنية، لكنه يوجه هذا الغضب نحو أفراد أسرته في المنزل، حيث يكون قادرًا على التعبير عن مشاعره دون الخوف من العواقب التي قد يواجهها إذا عبر عن غضبه في مكان العمل. بشكل عام يتصرف الشخص بشكل عدواني تجاه شخص ليس له علاقة بمصدر غضبه.

لماذا نستخدمه؟

الإزاحة تُستخدم كوسيلة للتعامل مع المشاعر السلبية التي قد يكون من الصعب أو غير المناسب التعبير عنها بشكل مباشر. عندما يكون الشخص في موقف لا يمكنه فيه التعبير عن مشاعره بشكل علني أو مباشر بسبب العواقب المحتملة (مثل فقدان الوظيفة، التسبب في الخلافات، أو الخوف من التوترات)، يمكن أن تساعد الإزاحة على تفريغ تلك المشاعر بطريقة يشعر الشخص بأنها أكثر أمانًا.

مثال آخر يمكن أن يكون شخص يشعر بالقلق الشديد بشأن حدث معين في حياته الشخصية، لكنه لا يستطيع التعبير عن هذا القلق مباشرة بسبب خوفه من أن يظهر ضعيفًا أو غير مستقر. بدلاً من ذلك، قد يقوم الشخص بتوجيه هذه المشاعر إلى شيء غير متعلق مثل الانتقاد المفرط لشخص آخر أو تجاه موقف معين في حياته اليومية.

٧. التكوين العكسي Reaction Formation

لتكوين العكسي هو آلية دفاع نفسية يتم خلالها التعبير عن مشاعر أو سلوكيات معاكسة تمامًا للمشاعر الحقيقية التي يشعر بها الشخص. بمعنى آخر، يقوم الفرد بإظهار سلوكيات أو مشاعر إيجابية تجاه شخص ما أو موقف ما، رغم أن مشاعره الحقيقية تكون سلبية أو معاكسة تمامًا. يُستخدم التكوين العكسي بشكل غير واعٍ لإخفاء المشاعر الحقيقية التي قد يكون من الصعب أو غير المقبول التعبير عنها بشكل علني.

على سبيل المثال، قد يعامل شخص زميله في العمل أو أحد أفراد أسرته بحنان زائد واهتمام مفرط، رغم أنه يشعر بالكراهية أو العداء تجاهه. أو قد يظهر شخص مشاعر الفرح والحماس تجاه موقف مزعج أو محبط، حتى وإن كان في الحقيقة يشعر بالحزن أو الإحباط. هذا التباين بين المشاعر الظاهرة والمشاعر الحقيقية هو ما يُعرف بالتكوين العكسي.

لماذا نستخدمه؟

التكوين العكسي يستخدم غالبًا كآلية دفاعية للتعامل مع مشاعر أو سلوكيات تكون غير مقبولة اجتماعيًا أو شخصية. قد يشعر الشخص بالخوف من التعبير عن مشاعره السلبية أو العدائية بسبب التوقعات المجتمعية أو الخوف من العواقب. في هذه الحالات، يمكن أن يُظهر الشخص سلوكًا عكسيًا تمامًا لتجنب الصراع أو لإخفاء مشاعر غير مرغوب فيها قد تؤدي إلى مشكلات اجتماعية أو شخصية.

على سبيل المثال، قد يعامل الشخص الذي يشعر بالكراهية تجاه شخص آخر هذا الشخص بلطف زائد ومحبة، لتجنب الظهور بمظهر سلبي أو لتفادي حدوث صراع قد يؤدي إلى العزلة أو التوتر. أو قد يتظاهر الشخص بالراحة والرضا عندما يشعر بالحزن أو الإحباط، تجنبًا للسخرية أو الرفض من الآخرين.

٨. التسامي “Sublimation”

التسامي هو آلية دفاع نفسية يتم فيها تحويل المشاعر أو الدوافع غير المقبولة اجتماعيًا أو الشخصية إلى أنشطة إيجابية ومقبولة اجتماعيًا. بمعنى آخر، يُستخدم التسامي لتحويل الطاقة السلبية أو المشاعر العاطفية مثل الغضب، الإحباط، أو الرغبات المحرمة إلى سلوكيات منتجة، مفيدة، أو حتى مبدعة. وهو يُعتبر من الدفاعات النفسية الأكثر صحة وإيجابية لأنه يتيح للفرد التعامل مع مشاعره السلبية بطريقة بناءة.

على سبيل المثال، قد يشعر شخص بالغضب بسبب موقف معين في حياته، بدلاً من أن يُظهر هذا الغضب بشكل مضر أو عدواني تجاه الآخرين، قد يختار التوجه إلى نشاط بدني مثل ممارسة رياضة عنيفة مثل الملاكمة أو رفع الأثقال. في هذه الحالة، يتم تحويل طاقة الغضب إلى نشاط صحي يمكن أن يعزز الصحة الجسدية والنفسية في نفس الوقت.

لماذا نستخدمه؟

يُستخدم التسامي كآلية دفاعية لأنه يساعد الأفراد على التعامل مع مشاعر أو دوافع قد تكون صعبة أو غير مقبولة اجتماعيًا، وذلك بطريقة تتيح لهم التخلص منها بشكل إيجابي. بدلاً من أن تؤدي المشاعر السلبية إلى سلوكيات مدمرة أو غير لائقة، يتم تحويلها إلى طاقة موجهة نحو تحقيق أهداف مفيدة أو تحقيق إنتاجية. في هذه العملية، يكون الشخص قادرًا على الحفاظ على استقرار نفسه العاطفي والنفسي، وفي نفس الوقت يساهم في تحسين نفسه أو مجتمعه.

على سبيل المثال، يمكن للشخص الذي يشعر بالإحباط أو الكآبة بسبب ضغوط الحياة أن يختار التوجه نحو الإبداع والفن كوسيلة للتعبير عن مشاعره. قد يبدأ في الرسم أو الكتابة أو حتى العزف على آلة موسيقية، مما يساعده على التعبير عن مشاعره بطريقة لا تؤذي الآخرين وتساهم في تطوير مهاراته الشخصية. التسامي يعزز من قدرة الشخص على تحويل طاقته العاطفية إلى شيء مُنتج.

التسامي يمكن أن تكون أداة قوية في تعزيز الإنتاجية الشخصية والإبداع. علاوة على ذلك، يُعتبر التسامي وسيلة صحية للتعامل مع مشاعر الغضب أو التوتر أو القلق، حيث يُقلل من التأثير السلبي لتلك المشاعر على الصحة النفسية والجسدية.

٩. التثبيت “Fixation”

التثبيت هو آلية دفاعية نفسية حيث يظل الشخص عالقًا في مرحلة معينة من مراحل النمو النفسي بسبب صدمة أو تجربة مؤلمة في تلك المرحلة. عندما يواجه الفرد تجربة مؤلمة أو صادمة، قد يتوقف تطوره النفسي في تلك المرحلة من النمو، ويُظهر سلوكيات مشابهة لتلك المرحلة التي تعرض فيها للصعوبة، بدلاً من التكيف والنمو في المراحل التالية. هذه الآلية يمكن أن تؤدي إلى أنماط سلوكية تعتمد على تجارب الماضي، مما يعيق النمو الشخصي والنضج العاطفي.

على سبيل المثال، قد يتعرض شخص ما في مرحلة الطفولة لصدمات عاطفية أو نفسية، مثل فقدان أحد الوالدين أو التعرض للإهمال. نتيجة لهذه الصدمات، قد يظل الشخص في مرحلة الطفولة في تطوره العاطفي، ويبدأ في الاعتماد المفرط على الآخرين للحصول على الأمان العاطفي أو الدعم. هذا الاعتماد المفرط يمكن أن يتسبب في مشكلات في العلاقات الشخصية والعاطفية في مرحلة البلوغ، حيث يواجه الشخص صعوبة في تحقيق الاستقلالية العاطفية واتخاذ القرارات بشكل مستقل.

لماذا نستخدمه؟

التثبيت يُستخدم كآلية دفاعية لحماية النفس من الألم الناتج عن الصدمة. عندما يواجه الشخص تجربة مؤلمة أو صدمة عاطفية في مرحلة معينة من حياته، قد يشعر بالعجز أو الخوف من مواجهة تلك المشاعر المؤلمة. في هذه الحالة، يظل الشخص في المرحلة التي شهد فيها الصدمة لأن هذه المرحلة توفر له شعورًا بالأمان، حتى وإن كان هذا التعلق يؤدي إلى منع نموه النفسي. قد يكون من الأسهل للدماغ البقاء في منطقة راحة قديمة بدلاً من التعامل مع مشاعر جديدة مؤلمة أو غير مألوفة.

على سبيل المثال، قد يشعر الشخص الذي تعرض للإهمال في طفولته أنه لا يستطيع العيش بشكل مستقل في مرحلة البلوغ. وبالتالي، قد يلجأ إلى الإعتماد المفرط على الآخرين بحثًا عن الراحة النفسية أو الأمان، أو قد يشعر بالخوف المفرط من اتخاذ قرارات مهمة في حياته دون مساعدة خارجية.

 ١٠. العزلIsolation

العزل هو آلية دفاع نفسية يستخدمها الأفراد لفصل الأفكار السلبية أو المؤلمة عن المشاعر التي ترتبط بها. من خلال هذه الآلية، يستطيع الشخص التحدث عن أحداث صادمة أو مؤلمة دون أن يظهر عليه أي علامات عاطفية. في الواقع، قد يظل الشخص يتناول الحدث بتفصيل منطقي أو تحليلي دون التفاعل مع تأثيراته العاطفية، مما يساهم في تقليل الألم النفسي الفوري الناتج عن تلك الذكريات.

لماذا نستخدمه؟

العزل يُستخدم في أوقات الأزمات أو أثناء المرور بتجارب صعبة من أجل تقليل الضغط النفسي الفوري. يساعد الأفراد في الابتعاد عن المشاعر السلبية القوية مثل الحزن، الغضب، أو الخوف، مما يسمح لهم بالتعامل مع الوضع بشكل أكثر هدوءًا وتركيزًا في البداية. على سبيل المثال، قد تجد شخصًا يروي حادثًا مؤلمًا بينما يظهر وكأنه يتحدث عن شيء عادي تمامًا. هذه الاستراتيجية تسمح له بمواصلة العمل أو التفاعل مع الآخرين دون أن يكون عاطفيًا أو مفرط في رد فعله.

الدفاعات النفسية هي أدوات قوية يستخدمها العقل لحمايتنا من الألم النفسي، لكنها قد تصبح عائقًا إذا تم استخدامها بشكل مفرط. الفهم الجيد لهذه الآليات يساعدنا على التعامل مع مشاعرنا بشكل أكثر نضجًا وإيجابية. من المهم أن نتعلم كيفية مواجهة مشاعرنا بدلًا من الهروب منها، وذلك من خلال العلاج النفسي أو ممارسات التأمل والوعي الذاتي.

المصادر:

  1. 10 Types of Defense Mechanisms Commonly Used

  2. Defense Mechanisms in Psychology Explained
  3. The top 10 defense mechanisms

  4. 31 Psychological Defense Mechanisms Explained

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->