crossorigin="anonymous">

كيف تحافظ على تركيزك وتمنع عقلك من التشتت؟

أنت لديك هدف ما وتشرع في إنجازه فتضع الخطة لتنفيذه، ثم تجد نفسك قد تشتّت بين مهامك المطلوبة وانشطتك اليومية التي واضعت الكثير من الوقت دون أي إنجاز حقيقي، ثم تتوقف عن الإكمال بدون أن تنتهي بعد أن تفقد السيطرة في إتجاه اكمال هدفك أو الشيء الذي ترغب في إنجازه.

تشبه عالمة النفس “تانيا مكماهون” عقلية التشتت داخل الإنسان بجرو صغير  بداخل الشخص كل ما يشغله هو فقط اللعب، فعندما تكون تعمل على أي شيء وفجأة يظهر أحد المشتتات ينسى ذلك الجرو كل شيء ويذهب لمطاردة لعبته بدون أي وعي أو إرادة.

عصرنا الحالي هو أكثر فترات البشرية احتواءاً على مشتتات وملهيات بشكل لم يكن يمكن موجودا ابداً في السابق. تطبيقات التواصل الاجتماعي والعاب الفيديو وتنبهيات الهواتف الذكية لا تتوقف أبداً عن مقاطعتك في في كل وقت وفي كل شيء تفعله تقريباً.

إذا وسط هذا الكم الغريب من المشتتات، كيف تصل بعقلك الى مكان آمن يستطيع خلاله أن يتفرغ لمهمة محددة وينجزها فى أقل وقت وبأكثر جوده ليعود بعد ذلك ليستمتع بالحياة؟ اذاً اليك مايلى:-

أولاً:- حدد ماتريده بالظبط.

فكر فى الخطوة التى تريد أن تبدأ بها، تسائل الى أى مدى ستضيف إلى العمل الذى تريده، اذا كنت لاتستطيع الإجابة فعلياً فعليك ان تبدأ بالمهمة التى تُخيفك والتى تعتبر مصدر قلقك، بمجرد أن تبدأ بذلك إعرف انها البداية الصحيحة.

ثانياً:- حدد ثلاث مهام رئيسية يومية.

لابد أن يكون لك مهمات ثابتة كل يوم حتى تصل لهدفك الكبير، مثلاً انت تريد أن تتعلم لغة جديدة، إذا فحدد وقت للقراءة ووقت للاستماع ووقت للتحدث، لاتفعل شيء أخر اثناء تلك المهمات..لاتحاول أن تبدأ بأكثر من ثلاثة.

ثالثاً:- لاتمارس شيئاً آخر مع مهامك المحددة.

إقناع نفسك أنك فى احتياج لفتح حسابك الشخصى على فيس بوك أو تفقد رسائلك أثناء عمل مهامك المحدده هو إهدار لـ95% من وقتك، لذا تأكد أن هاتفك مغلقاً وكذلك بريدك وحساب الفيس بوك الى أن تنجز المهمة.

رابعاً:-ابتعد عن تعدد المهام

الوقت الذي تستغرقه في الانتهاء من مهمتين وأنت تتنقل بينهم، يفوق الوقت الذي تستغرقه في أداء نفس المهمتين إذا اديت كل واحده منهما على حده. فإذا كنت تعتقد أن العمل على أكثر من مهمة في نفس الوقت سيوفر لك الوقت فتأكد أن تعدد المهام في حد ذاته هو احد طرق التشتت وتضييع الوقت حيث يضيع الكثير من الوقت في عملية التبديل بين المهام.

خامساً:-الاجهاد النفسي أو الضغط العصبي

كثرة العمل مع بعض المهام العاجلة والتي تظهر فجأة تسبب الارتباك وعدم القدرة على التركيز. حاول الانتباه للأوقات التي تفقد فيها تركيزك بسبب الضغط العصبي. يمكن أيضا تجريب تقنيات التهدئة الذاتيه وممارسة الأنشطة التي تجلب الهدوء وتجعلك أكثر استرخاء وانت تمارس مهامك. ممارسات مثل التأمل وممارسة الرياضة والتمشي في أجواء طبيعية من شأنها أن تقلل الإجهاد النفسي وتجلب السلام النفسي.

سادساً:- خذ إستراحة.

لا يمكنك التركيز على شىء بقوة الا لمدة ساعة،  يساعد في جعلل عقلك حادا وأكثر قدرة على عدم التشتت؛ اخذ فترات استراحه بين الفترات التي تقوم فيها بنشاط ذهني قوي.

نصائح لزيادة التركيز

أولاً:- إجعل المكان حولك منظماً.

بمعنى أصح اجعل مساحدة العمل حولك خالية من كل الأشياء التى تدفعك للتشتت، فإن كان هاتفك الجوال ليس ذو اهمية فيما تقوم به فلاتحتفظ به على مكتبك، إحتفظ فقط بالأدوات التى تستخدمها وتساعدك على الإنجاز بطريقة منظمة.

لاتنسى أن تضع أمامك بعض الصورة المحببة أو العبارات التى تحفزك أو قليلاً من الورود.

ثانياً:- أكتب قائمة مهامك.

من خلالها سجل مهام الأسبوع بالكامل مهما كانت صغيرة، قم بالتحقق منها يومياً وتابع المهام التى قمت بإتمامها كاملة، إن حصولك على مهام منتهية وناجحة أمام عينك سيحفزك على ان تكمل المزيد.

ولجسدك ايضا تمارين تستطيع بها أن تساعد عقلك على عملية التركيز واتمام مهامك على اكمل وجه.

  • اجلس منتصباً على مقعد مريح واتخذ وضع الإسترخاء، اجعل ظهرك مفروداً وقدمك مستقيمة على الارض، واسند ذراعيك على فخذك او مسند المقعد.
  • إغمض عينيك وتخيل نفسك فى المكان الذى يبعث فى نفسك البهجة والراحة.
  • تنفس بعمق، ابقى على الانفاس داخلك، ثم ابدأ بالشهيق والزفير بهدوء الى ان تشعر بانك صرت هادئاً ومستعداً للعمل.

والآن كيف تساعد عقلك على ان يحتفظ بتركيزه ويطوره لأطول فترة ممكن؟ هذا يكمن فى عدة خطوات.

أولاً:- إقرأ أكثر.

إن اعطائك لنفسك يومياً نصف ساعة للقراءة فقط يعطى عقلك تمريناً مهماً على التركيز فى شىء واحد لمدة محددة، ذلك افضل من تشتته بين قنوات التلفاز او محادثات الانترنت، فكل تلك الأشياء لا تعطيك السبيل الأفضل للإسترخاء بل انها تشغل عقلك أكثر.لذلك فالقراءة خير وسيلة لكى تظل فى حالة تركيز جيدة، ولايهم الموضوع الذى تقرأه بل المهم هو انه بعد اتمامك للقراءة ان تفكر فى النقاط التى ممرت بها، تحلل نقاط الضعف والقوة وما اعجبك ومالم يعجبك.

بذلك تكون دربت عقلك على التعامل مع المعلومات المكتوبة وهذا مفيد جداً فى التعامل مع المواد الدراسية.

ثانياً:- تجنب التسويف والمماطلة.

التأجيل هو السارق الفعلى للوقت والتركيز، قد تقنع نفسك أن عليك تأجيل مهام ليوم أو اسبوع مقبل لأن لديم الأهم، ولكن إنجاز كل شىء فى وقته هو السبيل الوحيد حتى تتجنب خسارة كل التمرينات التى قام بها عقلك لينجز شيئاً مهماً.

ثالثا:- إبتعد عن الجرعات الزائدة من الكافيين.

فنجان واحد من القهوة أو الشاي يعتبر جرعة جيدة لجسدك للإنتباه والمواصلة، لكن الجرعات الكثيرة تؤدى الى وصولك الى حالة من التشتت والتوتر او بمعنى اصح ان كثرتها تؤدى الى عكس هدفها الأساسى.

اذاً فلا سبيل لنفسك حتى تنجو من كل هذا الزحام الذى يعج به العالم الا بخطوات جادة ومحددة نحو الاحتفاظ بتركيزك والا فعامل الوقت والسرعة لن يمنحوك فرصة للتقدم أو الوصول الى ماتريد.

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->
%d مدونون معجبون بهذه: