crossorigin="anonymous">

9 خطوات فعالة تخلصك من إدمان السوشيال ميديا

هل تتذكر تلك اللحظة التي يصيبك فيها جنون التصفح أو “الاسكرول”، وتجد نفسك تتصفح بدون توقف وبلا هدف في سبيل محاولة منك للعثور على أي شيء جديد من الصفحات التي تتابعها أو المجموعات التي تنتمي إليها، أو صانعي المحتوى الذين تستمتع بمشاهدة فيديوهاتهم؟ هل يصيبك الإحباط لأنك لم تجد ما يسرك أو تجد نفسك تتصفح الفيديوهات بدون توقف، ثم تفاجأ بعد أن تنتهي بعدد الساعات التي أضعتها في ذلك؟

جميع منصات وسائل التواصل الاجتماعي، دون استثناء، مصممة لإبقاء متصلاً لأطول فترة ممكنة أو لتجعلك تدمن استخدامها. تستخدم الخوارزميات لتتبع اهتماماتك وعرض المحتوى الذي يعجبك بلا توقف، حتى تتحول إلى إدمان حقيقي يشبه إدمان المخدرات، ويصبح له آثار ضارة على إنتاجيتك وصحتك العقلية، بالإضافة إلى كميات هائلة من الأخبار الزائفة التي تنتشر باستمرار.

التأثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي تشمل أيضًا تأثيرها الضار على الصحة العقلية والإحباط المستمر وصعوبة تحقيق الرضا عن الذات والسلام النفسي. يحدث ذلك لأن معظم المحتوى الذي نشاهده يسبب فينا مشاعر عدم الرضا والإحباط، حيث يسعى الجميع لعرض الجوانب الإيجابية فقط من حياتهم، ولن يشارك أحد فشله أو أخطائه. بالتالي، نشعر بالإحباط وعدم الرضا وتزيد المشاعر السلبية مع زيادة وقت التصفح.

لحسن الحظ، هناك من عاش حياته قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي على وجه الأرض. يتذكرون حياتهم الهادئة وتوفر الوقت المتاح آنذاك. تدرك صعوبة الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي وإدمانها عندما تسمع من الآخرين كيف كانت الحياة قبل هذه المنصات.

عندما تقابل أحدهم وتسمع منه كيف كانت الحياة الهادئة، وكيف كان الوقت المتاح أكثر بكثير من الآن، وكيف كان يجدون متعةً في اشياء لم يعودوا يستمتعون بها الآن. قد تكون أنت احد هؤلاء الأشخاص وتريد أن تجرب العودة بحياتك قليلاً لما قبل ظهور هذه المواقع.

علامات ادمان السوشيال ميديا

تشير الدراسات أن الاستخدام المتزايد لوسائل التواصل الإجتماعي، ينمو ليتحول لاستخدام إدماني، ووجدت مجموعة من الدراسات أن إدمان وسائل التواصل الإجتماعي يؤدي لانخفاض الإنتاجية، وتكوين علاقات غير صحية، وتقليل الرضا عن الحياة.

لماذا يدمن الناس مواقع وتطبيقات التواصل الإجتماعي؟

منصات وسائل التواصل الاجتماعي مصممة لتحفيز استجابات الدوبامين في المستخدمين، والتي يمكن أن تؤدي إلى دورة مستمرة من مطاردة الإعجابات والتعليقات والإشعارات.

الدوبامين هو ناقل عصبي مرتبط بالمتعة والمكافأة. عندما تتلقى ردود فعل إيجابية أو مشاركة على منشوراتك في وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الإعجابات أو التعليقات أو المشاركات، يفرز دماغك الدوبامين، مما يجعلك تشعر بالسعادة. هذا التعزيز الإيجابي يشجعك على البحث عن المزيد منه، ينتج عن ذلك سلوك قهري يدفعك لتفحص حساباتك على التواصل الإجتماعي باستمرار. يمكن أن تؤدي تلك الحاجة المستمرة لمطاردة الدوبامين لتأثيرات سلبية على الصحة النفسية والإنتاجية. مثل أن تنشر شيئاً مع توقع أن ينال اعجاب من يشاهده، ولا تأتي النتائج كما توقعت فتصاب بالاحباط، أو التعرض لتعليقات سلبية، أو محاولة تقليد البعض.

 

  • هل تترك العمل أو المذاكرة من أجل تصفح المواقع الاجتماعية؟
  • هل تحاول دائماً أن تتعامل مع مشاكلك من خلال نشر كل المنشورات المتعلقة بها ومشاركتها؟
  • هل تشعر بحالة من العصبية والتهيج إذا ابتعدت لفترة بسيطة أو عدد ساعات معينة عن مواقع التواصل؟
  • هل تقوم بالنظر إلى هاتفك والتجول في الصفحات دون هدف؟
  • عندما تبتعد عن هاتفك لفترة هل تعود لكي تتصفح المواقع ولديك شعور أن هناك شيء مهم فاتك؟
  • هل تشعر أنك تريد استخدام مواقع التواصل حتى وأنت في غير حاجة لها؟
  • هل تنظر في هاتفك في الطريق، وأنت مع الأصدقاء، وفي معظم الأوقات؟

إذا وجدت أنك تقوم بالعديد من النقاط السابقة، فأنت مثل الكثيرين قد وقعت تحت براثن هذا الإدمان، لكن إذا أردت التخلص منه فدعنا نقدم لك بعض الخطوات المساعدة.

٩ نصائح للتخلص من إدمان السوشيال ميديا

الخطوات التالية سوف تمنحك فرصة جيدة لإعادة وقتك الذي تسرقه مواقع التواصل، وتحميك من الكثير من التأثيرات السلبية الخاصة بإدمانها:-

تقليل وقت استخدام مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي

قم بمراقبة الوقت الذي تقضيه في مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي، جميع تطبيقات التواصل الاجتماعي تُقدم أدوات ووسائل لمراقبة وتحليل الوقت الذي نقضيه على هذه المنصات. هذه الأدوات تأتي عادة في صورة إحصائيات وتقارير تساعد على فهم النمط الزمني لاستخدامك الشخصي لهذه التطبيقات. من خلال هذه المعلومات، يُمكنك أن تكون أكثر وعيًا بكيفية إنفاق وقتك على وسائل التواصل الاجتماعي وتحديد ما إذا كان هناك حاجة للتقليل من هذا الاستخدام.

مسح تطبيقات التواصل الإجتماعي

حذف تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي إذا لم يكن هناك حاجة ماسة لاستخدامها. يمكن أن يكون لذلك العديد من الفوائد، بما في ذلك تقليل التشتت، وتوفير الوقت، والمحافظة على الخصوصية، والتركيز على العلاقات في الحياة الواقعية، والتقليل من التأثير السلبي المحتمل على المزاج والصحة العقلية.

اغلق الإشعارات

للتقليل من الإغراءات، يُفضل أن نقوم بإلغاء تفعيل الإشعارات للتطبيقات الاجتماعية على هواتفنا. هذا سيسمح لنا بتجنب التحقق المستمر من الهاتف في حال ورود إشعارات جديدة، وتأكد أنك لن يفوتك شيء مهما كان الوقت الذي تغلق فيه الاشعارات.

تغيير طريقة التواصل

إذا كان الفيس بوك والانستجرام هو الطريقة التي تعرف بها أين عائلتك وأصدقائك المقربين وماذا يفعلون، فمن الممكن أن تستبدل هذه التطبيقات بالمكالمات العادية أو الرسائل النصية. سوف توفر الكثير من الوقت، كذلك سوف تطمئن على أسرتك وأصدقائك بشكل حقيقي وليس من خلال الحقائق الافتراضية.

ابعد الهاتف عن يديك في أوقات النوم

للأسف كثير من الأشخاص يصطحبون أجهزة الهواتف الذكية معهم وقت النوم، لذلك فهم يستقطعون قسط كبير من الوقت المخصص للنوم للمحادثات أو التصفح، لذلك فإن الحل الأمثل لهذا الأمر هو ترك الهاتف خارج غرفة النوم، وفي الصباح من الممكن تصفح كل الرسائل التي فاتتك.

الانشغال بأنشطة أخرى

هناك الكثير من الأنشطة الحركية التي لها فوائد كثيرة وتساعد على التخلص من إدمان مواقع التواصل الاجتماعي. مثلاً أنشطة مثل المشي أو الجري أو لعب الشطرنج، أو الألعاب الجماعية.

خذ عطلة من مواقع التواصل

في البداية جرب أن تعيش لفترة طويلة دون استخدام وسائل التواصل وسوف تجد أن حياتك سوف تكون أفضل. مثلاً قم بمسح التطبيقات من على هاتفك لمدة أسبوعين، ومن المهم أن تخبر أصدقائك والمقربين منك كيف يصلون إليك في هذه الحالة. سوف توفر من وقتك الكثير لفعل أشياء مهمة جداً. هذه الخطوة سوف تساعدك على التخلص من إدمانك بدرجة كبيرة.

قلل من تفاعلك

هل تقوم بالتعليق على منشورات الآخرين بانتظام؟ إذا كان الأمر كذلك، فربما تود أن تفكر في تقليل نشاطك في هذا المجال، خصوصاً إذا كان كل تعليق تقوم به يستدعي ردوداً متتالية، مما يمكن أن يستنزف وقتك بسرعة. علاوة على ذلك، كن حذرًا من بعض الأشخاص الذين يترقبون تعليقك بفارغ الصبر ليشعلوا نقاشًا لا نهاية له، لذا من الجيد أن تنتقي عباراتك بعناية وتفكر جيداً في أي منشورات تختار التعليق عليها ولمن توجه تلك التعليقات.

تخلص من متابعة كل ما لا يفيدك في وسائل التواصل الاجتماعي

للتخلص من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي، يجب أن تبدأ بتصفية المحتوى الذي تتابعه. قم بإلغاء متابعة أي صفحات أو حسابات لا تقدم لك قيمة مضافة أو محتوى مفيدًا. ابحث عن المواضيع والمصادر التي تثري حياتك وتساهم في تطوير مهاراتك واهتماماتك. قد تكتشف أن تقليل المتابعة للأمور غير المفيدة يساهم في تركيزك على المحتوى الذي يساهم في نموك الشخصي والمهني ويساعدك على تحقيق التوازن في استخدام وسائل التواصل الإجتماعي.

هذه الخطوات قد تبدو سهلة، لكن ما إن تضع قدمك في الطريق سوف تواجهك بعض الصعوبات، لكن الإصرار يساعدك على تخطي العقبات، لذا فأهم شيء هو أن تكون لديك رغبة عنيدة في استثمار وقتك فيما يفيد، وأن تكون مصراً على التخلص من هذا الإدمان للأبد.

اترك تعليق

!-- Google Tag Manager (noscript) -->
%d مدونون معجبون بهذه: